مقاتلو الأسد يحتفلون باستعادة معبر نصيب


 احتفل جنود يتبعون لنظام الأسد، اليوم السبت، باستعادة معبر حدودي رئيسي مع الأردن، ورفعوا صور بشار الأسد ومزقوا رايات قوات المعارضة.

واستولت قوات النظام على معبر نصيب الحدودي قبل يوم، بعد أن أعلنت المعارضة أنها توصلت إلى اتفاق مع الوسطاء الروس لإنهاء العنف في محافظة درعا الجنوبية وتسليم المعبر.

وأظهرت قناة الإخبارية الخاضعة للنظام، قوات الأسد عند المعبر اليوم السبت، وبعضهم لوح بعلامة النصر ورفع قبضة يده في الهواء بينما صاحوا بشعارات مؤيدة للأسد.

شوهد جندي وهو يرفع علم النظام، على أعلى برج مراقبة، فيما مزق آخر راية المعارضة التي كانت معلقة على المبنى.

وقال أحد الضباط للتلفزيون إن القوات اتخذت مواقعها على طول الحدود مع الأردن وتزيل نقاط عبور غير قانونية.

كان المعبر في يوم من الأيام شرياناً حيوياً وضرورياً تقوم من خلاله سوريا بتصدير البضائع إلى الأردن ومنه إلى دول الخليج الغنية بالنفط.

استولى معارضون على المعبر عام 2015، الأمر الذي أدى إلى قطع مسار التجارة البرية الرئيسي إلى الأردن.

وأُغلقت منطقة التجارة الحرة بجوار المعبر، وهي منطقة كانت مزدحمة بالمستودعات والمصانع التي كانت توظف عدة آلاف من الأردنيين، وسط أنباء عن نهب على نطاق واسع، حصل في الأيام الأولى لسيطرة المعارضة على المعبر.

تشكل استعادة السيطرة على المعبر الكائن في محافظة درعا جنوبي البلاد عودة لقوات الأسد إلى المحافظة التي بدأت فيها الانتفاضة ضده قبل سبع سنوات، وذلك بعد سلسلة انتصارات عسكرية بأرجاء البلاد بمساعدة الحليفين القويين روسيا وإيران.

وجدت قوات المعارضة في جنوب سوريا، والتي ضعفت بسبب هجوم النظام الساحق المدعوم من روسيا والتي تخلى عنها حلفاؤها الأمريكيون، وجدت نفسها مضطرة لقبول اتفاق استسلام مذل آخر ينقل بموجبه مقاتلو المعارضة على متن حافلات إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في شمال البلاد.

حظيت قوات المعارضة في شمال سوريا في السابق بدعم كبير من الولايات المتحدة، وقد تراجع هذا الدعم بل وتلاشى بالكامل تقريبا على مدار السنوات القليلة الماضية.

على الرغم من أن الحكومة الأمريكية تفاوضت على اتفاق لخفض التصعيد في جنوب البلاد العام الماضي، إلا أنها ما زالت تلتزم الصمت بينما تتقدم قوات الأسد في درعا خلال الأسبوعين الماضيين في هجوم ساحق تسبب في نزوح ما يزيد على 330 ألف شخص.

بدأت العملية العسكرية لاستعادة درعا ومنطقة القنيطرة القريبة الواقعة على الحدود قرب هضبة الجولان المحتلة إسرائيليا في 19 يونيو / حزيران الماضي، ومن المتوقع أن تزداد قوة لاستعادة القنيطرة، ما من المحتمل أن يثير اشتباكا بين إسرائيل وحزب الله وإيران إذا لم يوافقا على الابتعاد عن المنطقة كما طالبت إسرائيل.

أجبرت العملية مئات الآلاف على النزوح نحو الحدود الأردنية المغلقة وعلى مشارف هضبة الجولان القريبة في واحدة من أكبر عمليات النزوح في الصراع السوري المستمرة منذ سبع سنوات، كما أسفرت عن مقتل العشرات.

من ناحية أخرى، عاد زهاء 400 نازح سوري كانوا يعيشون في لبنان بالقرب من بلدة عرسال الحدودية شمال شرقي البلاد إلى سوريا التي مزقتها الحرب.

عاد النازحون باستخدام السيارات الخاصة، بما في ذلك الشاحنات والجرارات المملوءة بالفرش والممتلكات.

وتعد هذه الدفعة الثانية من اللاجئين من منطقة عرسال التي تعود إلى سوريا في عملية إعادة توطين نظمها الأمن العام اللبناني والذي يصفها بأنها عودة طوعية.

كانت الدفعة الأولى مكونة من 400 سوري وعادوا قبل أسبوع.

ومن المتوقع عودة قرابة 3 آلاف شخص في الأسابيع المقبلة، ومعظمهم إلى منطقة القلمون بالقرب من الحدود مع لبنان.

يستضيف لبنان حوالي مليون سوري مسجل، ما يشكل حوالي ربع عدد سكانه.

وقال مسؤولون إن البلد لم يعد قادرا على تحمل الضغط على اقتصاده الهش.

وفي السياق، أعرب مسؤولو الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان عن قلقهم بشأن عمليات الترحيل المنظمة، واصفين إياها بأنها سابقة لأوانها مع استمرار العنف من جانب نظام الأسد في سوريا.

ترك تعليق

التعليق