مهجّرو الوعر في إدلب.. البيوت تقصم ظهورهم


أكثر من عامٍ مضى على تواجد أهالي حي الوعر المهجرين من مدينتهم وبيوتهم، في مدينة إدلب. إذ لم تنحصر معاناتهم بظلم التهجير، بل نالوا أيضاً حظاً وفيراً من غلاء الأسعار الذي زاد عليهم مصابهم.

يعاني أهالي حي الوعر في مدينة إدلب من عدة أمور أهمها ارتفاع إيجارات البيوت التي تثقل من همومهم. وليس ذلك وحده، بل عدم توفر العمل بشكل جيد، أدى إلى لجؤوهم لتشارك البيوت. وفي حالات أخرى، استئجار بيوت لا تصلح للسكن، بقيمة 10 آلاف ليرة سورية، بغرفتين ومنافعهم القديمة.

في جولة لـ "اقتصاد" على إحدى البيوت التي تتواجد فيها عائلات حمصية، التقينا مع "أبو حسام"، أحد المهجرين الذي يتقاسم البيت مع صهره وعائلته التي تبلغ خمسة أشخاص. يروي "أبو حسام" معاناته بعد التهجير من حي الوعر في الشهر الخامس من العام الفائت. قال لـ "اقتصاد": "لا نريد القصور والمنازل الفخمة لتكون سكناً لنا. نريد منزلاً صالحاً للسكن يؤوي عائلتي وعائلة ابنتي".
 
أضاف "أبو حسام" بحرقة قلب: "هل هذا البيت صالح للسكان؟.. غرفتان من عصر جدي، وصغير جداً علينا".

تابع: "لدي مشكلة العمل أيضاً، والذي أصبح حلم لكل مهجّر في ظل ظروف الحرب وقلة المنشآت الصناعية وغيرها من فرص عمل في إدلب".

وعند سؤالنا لـ "أبو حسام"، "من أين تعيش؟"، قال: "يأتيني كل شهر تقريباً 100 دولار أميريكي من أصحاب الخير. الله يجزيهم الخير. والله ساترها".

وضمن الجولة أيضاً، ذهبنا لبيت "أبو خالد"، وهو مهجر أيضاً من حي الوعر. قال لنا إن إيجار بيته 20 ألف ليرة سورية، وهو أكبر من منزل "أبو حسام"، يتألف من ثلاثة غرف ومنافعهم، تسكن فيه عائلته التي تضم 11 شخصاً. وأضاف: "أنا لا أعمل ولا أجد قوت يومي إلا بشق الأنفاس. هل هذا جزاؤنا بعد تضحية سبع سنوات من الحصار والجوع والقصف. ولدي ابن شهيد، وأُعامل هكذا!".

كما قال أيضاً: "لا أريد من هذه الدنيا سوى أن أعود لحمص بدون هذا النظام المجرم القاتل. نتحمل كل شيء، لكن لا نتحمل العيش مع هذا النظام المجرم".

وفي نهاية الحديث قال لـ "اقتصاد": "سنبقى نقارع هذا النظام حتى نحرر أرضنا وبيوتنا ونعود لها بكل عزة وفخر ونتخلص من هذا التحكم بنا وبلقمة عيشنا".

تحوي محافظة إدلب 1420 عائلة مهجرة من حي الوعر، توزعت على مدينة إدلب وأريافها.

ترك تعليق

التعليق