اقتصاديات.. نظارات بشار الأسد الطبية


في آخر إطلالة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، خلال لقائه مع دبلوماسيي وزارة الخارجية والمغتربين، ظهر وهو يرتدي النظارات الطبية، لذلك حرصت الكاميرا على عدم الاقتراب من وجهه، واكتفت بصور ثابتة عامة وبعيدة.

حتى الصورة الوحيدة القريبة التي تم التقاطها له وبجانبه وليد المعلم، والتي تداولتها وسائل إعلام النظام، تم التشويش على جودتها، بحيث ليس من السهولة التمييز أنه يلبس النظارات الطبية.

لكن يبقى اللافت أكثر من كل ذلك، هو عدم تسجيل وتصوير الكلمة التي تحدث فيها بشار الأسد إلى دبلوماسييه، واكتفت وسائل الاعلام بنقل ملخص خبري يقول بأنه تحدث عن إعادة الإعمار، وضرورة عودة المهجرين إلى بلدهم.

البعض من المتابعين يؤكد بأن هذا اللقاء لم يتم من الأساس، وأن بشار الأسد لم يلتق بالدبلوماسيين في وزارة الخارجية، وأن هذه الصور قديمة، بدليل أنها ثابتة وليست تصويراً تلفزيونياً، بالإضافة إلى أن وليد المعلم مريض ومنهك ولا يستطيع الجلوس على الكرسي لأكثر من خمس دقائق.

إلا أن البعض الآخر يرى أنها حديثة، والدليل هو النظارات الطبية، إذ لم يسبق لبشار الأسد أن ظهرت له صورة من قبل وهو يرتديها، ولعلها الوثيقة الوحيدة التي استخدمتها وسائل الإعلام للتدليل على حداثتها بحسب هؤلاء.

ومهما يكن من أمر الخلاف حول صدق هذا الحدث من عدمه، إلا أن الرسالة التي أرادت توصيلها وسائل إعلام النظام، عبر القول بأن بشار الأسد اعتبر موضوع إعادة الإعمار وعودة اللاجئين، بأنهما "أولوية خلال المرحلة القادمة"، هو فحوى هذا الحدث، بحسب مراقبين، وخصوصاً أن ذلك جاء مقروناً بحديثه عن ضرورة "تنشيط المسار السياسي" من خلال "الاتفاق على المستوى الوطني" و"تعزيز الحوار بين السوريين".

وبحسب رأي هؤلاء المراقبين، فإن هذا الكلام فارغ من أي معنى أو قيمة، وقد كرره بشار الأسد مئات المرات، وبالتالي ليس بحاجة لأن يكون متضمناً بلقائه مع الدبلوماسيين من وزارة خارجيته، ولا يجب أن يكون هو المحور الأساسي لهذا اللقاء. وأما الهدف من نقله، فهو للقول بأن النظام لا يزال على قيد الحياة، وها هو يمتلك دبلوماسيين ويوجههم، ويحضر للعلاقات الجديدة المتوقعة مع الدول الأخرى في إطار الحديث عن انتهاء الأزمة السورية، إلا أن الحقيقة تشير إلى أن روسيا تحكم قبضتها على سوريا بشكل أكبر كلما زاد عدد المناطق العائدة لسلطة النظام.. وهي سلطة وهمية، لأن القول الفصل فيها للروس، وهم أسياد المرحلة القادمة بكل معنى الكلمة.

أما مسألة لبس بشار الأسد للنظارات الطبية، فهي للاعتراف بأنه يرى هذه المرحلة بشكل أوضح وأعمق..!

ترك تعليق

التعليق