اللاجئون السوريون في الأردن يواجهون حملة إشاعات لإعادتهم إلى بلدهم


حتى الآن، تبدو الإشاعات متضاربة حول نية الدول التي يتواجد على أراضيها لاجئون سوريون، إعادتهم إلى بلدهم قسراً، أو تخييرهم بالعودة.

فالأردن، سرب إشاعات في الأيام الماضية، تفيد بوجود اتفاق بينه وبين الروس يقضي بإعادة اللاجئين إلى المنطقة الجنوبية، بداية الشهر التاسع، كما نشر ناشطون بياناً من مفوضية شؤون اللاجئين في عمان يقول بأن المساعدات الغذائية والمادية للاجئين السوريين سوف تتوقف كذلك بداية شهر أيلول، وهو ما لم يصدر عن المنظمة حتى الآن، وأغلب الظن أنه إشاعات من المخابرات الأردنية.

لكن على جانب آخر، فإن السوريين المتواجدين في الأردن بدأوا يستشعرون قرب عودتهم أو حتى إعادتهم إلى بلدهم، وذلك قبل العدوان الروسي على الجنوب السوري، وذلك من خلال افتعال الأردن لحملة غضب شعبي ومظاهرات منددة بالأوضاع الاقتصادية المتردية، حيث سارع مسؤولو هذا البلد، لتحميل اللاجئين السوريين أسباب هذه الأوضاع، وأن الحل لن يكون إلا بإعادتهم إلى بلدهم، وفتح معبر نصيب وعودة العلاقات التجارية مع النظام.

لقد قرأ اللاجئون السوريون في الأردن هذا الكلام، على أنه تخلي صريح من قبل الحكومة الأردنية، عن دعمها للثورة السورية، وأنهم في المرحلة القادمة سوف يتعرضون لمضايقات كثيرة، قد يجبرون معها على العودة إلى سوريا، رغم المخاطر الأمنية التي تنتظرهم.

وتشير بيانات غير رسمية، إلى أنه يتواجد في الأردن أكثر من مليون لاجئ سوري، يشكل أبناء المنطقة الجنوبية منهم، نحو النصف، أغلبهم دخل إلى الأردن بطريقة غير شرعية، والقلة القليلة منهم، دخل عبر الحدود بجواز سفر رسمي، وهؤلاء أغلبهم يتحملون تكاليف معيشتهم، وهم أكثر اطمئناناً بأن عودتهم لن تكون إجبارية فيما لو صدر قرار بهذا الشأن، فالمقيمون في المخيمات هم المستهدفون بهكذا قرار.

لكن تبقى المخاوف من إجبار المقيمين في المخيمات على العودة، إذ أن الكثير من الشباب مطلوبون للخدمة الإلزامية، وبعضهم مطلوب لأسباب أمنية وقد يواجه التصفية على يد أجهزة المخابرات.

لذلك طلب الكثير من السوريين المقيمين في الأردن، والذين تواصلنا معهم، أن نوجه ندءاً عبر "اقتصاد"، إلى المنظمات الدولية بالإضافة إلى المعارضة السورية والدول الداعمة والراعية، أن تكون قضيتهم مثار اهتمام ومتابعة مستمرة، لأنهم لا يدرون متى تأتي ساعة الغفلة، بحسب وصفهم، فالسلطات الأردنية أكثر ما تبرع به، هو تلفيق التهم لمن لا ترغب بتواجدهم على أراضيها، ومن ثم ترحيلهم تحت جنح الظلام.. وهو ما حدث عشرات المرات خلال السنوات الماضية، رغم موقف الأردن الداعم للثورة السورية حينها، فكيف الحال وقد أصبح الآن على مقربة من النظام..؟

ترك تعليق

التعليق