الأعراس في تركيا تزيد جمال الحدائق روعة وبهجة


زيارة الحدائق في تركيا أصبحت تقليداً بالنسبة للعرسان، يخلّدون بها لحظات ما قبل الزواج بالتقاط الصور وتوديع الأصدقاء والصديقات، بمظاهر احتفالية لطيفة من المقربين.

شهدت تركيا في الأعوام الأخيرة تطوراً كبيراً في الاعتناء بحدائقها القديمة، وتنظيم حدائق جديدة، حتى أصبحت تعتبر من الدول الأكثر تقدماً واهتماماً في هذا المجال على مستوى العالم. فالدولة التركية تخصص مساحات واسعة من المناطق السكنية للبقع الخضراء والأشجار المتنوعة، بالإضافة إلى الحدائق المخططة والمنظمة بشكل هندسي ممتاز.

فمدينة مثل غازي عنتاب، تعتبر من المدن الحديثة النشأة، لكنها تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى مدينة صناعية وسياحية مهمة، ومدينة يقصدها العديد من الزوار الأجانب نظراً لمواقعها الأثرية وجمال حدائقها الأخاذ.

يوجد فيها مجموعة من الحدائق الرائدة والخلابة، ففي داخلها يوجد حديقة السانكو وحدائق الفستق والبنيفلر وحدائق الحيوان وحديقة النهر الصناعي "دلوك بابا" بالإضافة إلى عشرات الحدائق والمتنفسات الطبيعية الأخرى.


لا يمر يوم على أية حديقة في مدينة غازي عنتاب التركية إلا ويزورها عدد من العرسان مع أصدقائهم، يرافقهم مصورون محترفون لالتقاط صور تؤرخ الحدث الأبرز في حياتهم.


أصبح تقليداً أن يتوجه العرسان إلى الحدائق في يوم زفافهم برفقة الأهل والأصدقاء، يتجولون ويتحادثون ويلتقطون الصور التذكارية مع الأهل والأصدقاء.

فتارة يلتقطون صوراً حميمية وتارة صوراً جمالية مع الطبيعة، ويمكن أن يلتقطوا صوراً لهم مع زوار الحدائق، وقد يوزعون الأزهار والحلويات على كل من يبارك لهم زواجهم.

تشهد الحدائق احتفالات حقيقية بصورة عفوية ترافق العرسان في تنقلاتهم ضمن الحدائق، يشاركهم كل من حضر في الحديقة وشهد تواجدهم.


"شوكت" عريس جديد من أصول عربية، التقاه موقع "اقتصاد" في حديقة "دلوك بابا" كان برفقة عدد كبير من الناس.

قال شوكت: "لقد حضّرنا لهذا اليوم منذ أكثر من شهر، وجئنا برفقة كل الذين نحبهم، هذا مكان رائع لنلتقط فيه الصور التذكارية، أصبح الاحتفال في الحدائق والأماكن الجميلة تقليداً عاماً في تركيا، وعادة ما يحصل قبل التوجه إلى الصالة لإتمام مراسم الاحتفال بحضور الفرقة الموسيقية والمطربين".

وأضاف: "أصبحنا نحتفل في الحدائق بمناسبات عديدة كالزواج والخطوبة وأعياد الميلاد وعيد الأم".

وشرح لـ "اقتصاد" أسباب توجه الأتراك إلى الحدائق للاحتفال، "الحدائق لا تكلفنا شيئاً، وفيها أماكن يمكن الاحتفال بها بكل حرية، ويمكننا اصطحاب عدد كبير من الأصدقاء، وإدارات الحدائق تساعدنا وتوفر لنا كل ما نحتاج إليه، بالإضافة إلى توفر مناظر جميلة وأجواء أليفة، فنحن كمجتمع تركي لم ولن نصبح مجتمعاً أوروبياً، مازلنا نحافظ على العادات والعلاقات الاجتماعية، ويهمنا أن يحضر احتفالاتنا أكبر جمع من الناس كما كنا نحتفل في قرانا قبل عشرات السنين، ولكن تطوَّر الأسلوب والطريقة بما يتناسب مع تطورات الحياة والمجتمع".


شوكت مع ذلك، طلب عدم نشر صور قريبة له أو لعروسه، وسمح لنا بالتقاط صور بعيدة لهما، وقد لا حظنا عدم السماح لأحد بالتصوير عبر الموبايلات، والاكتفاء بالصور التي يلتقطها المصور المرافق فقط.


هذه العادة أصبح يمارسها اللاجئون السوريون أيضاً، ويكتفون بها لأنهم لا يستطيعون حجز صالات للاحتفال، وغالبيتهم يحتفلون بأعراسهم في منزل الزوج أو الزوجة أو منزل أحد الأصدقاء الذي يكون منزله واسعاً.


ترك تعليق

التعليق