كان شاهداً على المرتزقة وتجار الحصار في مخيم اليرموك.. فصفاه النظام


نعى ناشطون المصور الفلسطيني "نيراز سعيد"، أحد وجوه مخيم اليرموك ومن نشطاءه البارزين، الذي قضى تحت التعذيب بعد أكثر من سنتين ونصف من اعتقاله في سجون النظام.


 وعمل الراحل كمصور فوتوغرافي وسينمائي مستقل في منطقة محاصرة مما جعله يحرص على حيادية المشهد، وينحاز للإنسان، وللتفاصيل البسيطة واليومية في حياة الناس هناك.

وكان سعيد قد غادر مخيم اليرموك إثر اقتحام تنظيم الدولة للمخيّم يوم 1 نيسان/ إبريل 2015 حيث تلقى تهديدات عدة بالقتل، إضافة إلى عدد من الناشطين المدنيين السلميين في المخيم، الذين وثقوا الأحداث التي عاشها المخيم خلال السنوات الأخيرة.


 وكشف صديق الشهيد الناشط "أحمد عباسي" لـ"اقتصاد" أن نيراز اعتقل من داخل مكتب "جمعية نور" في شارع الثورة بدمشق التي يديرها عميل النظام "محمد جلبوط" في الثاني من تشرين أول 2015 وكان الاتفاق حينها-كما يقول– أن يتم إخراج الناشطين الذين كانوا بحدود عشرين شاباً من المخيم عن طريق السلطة الفلسطينية، ولكنها تخلت عن الموضوع فدخل على الخط أعوان النظام ومنهم جلبوط الذي سلمه لمخابرات النظام لتغييب أخباره منذ ذلك الوقت دون أن يتمكن ذووه من معرفة مصيره أو مكان اعتقاله.
 
وبدورها روت الناشطة الفلسطينية "فاطمة جابر" لـ"اقتصاد" أنها تواصلت حينها مع عدد كبير من الناس ممن يعرفون نيراز داخل مخيم اليرموك واختلفت بعض القصص عن ظروف اعتقاله، ولكن الكل أجمع فيها-كما تقول- أن شخصاً بعينه هو من سلّم نيراز وسلم معظم شباب المخيم الذين خرجوا، مضيفة–بحسب المصدر- أن نيراز تم ضربه بشكل مبرح عندما حاول الهروب من المكتب الذي كان ينام فيه بانتظار الوصول للشمال السوري ومنها لتركيا قبل تسليمه.

وحمّلت محدثتنا من أسمتهم مرتزقة وتجار حصار ونكبة المخيم مسؤولية تسليم نيراز للمخابرات السورية ليقضي داخل السجن تحت التعذيب، أو تحت "قهر الروح"-حسب تعبيرها- وأردفت أن نيراز كان شاهداً على أشياء كثيرة كان يجب أن تنشر وتعرف وكنا ننتظر خروجه لمعرفة التفاصيل.

وينحدر الشهيد الشاب من قرية علوم جنوب غرب طبريا شُرد أهله منها عام 1948 فبقي الاسم عالقاً في ذاكرته وهو لم يرها في حياته، وكان يعيش في الجزائر قبل سنوات الحرب، وفي أواخر العام 2012 جاء إلى مخيم اليرموك ليقف مع أهله وأصدقائه في ظروف الحرب.

 وكان للشهيد سعيد نشاط بارز في تغطية يوميات مخيم اليرموك المحاصر منذ بداية الثورة وعرفه الناس أكثر عبر فيلم "رسائل من مخيم اليرموك" لمخرجه رشيد مشهراوي. ويعتبر هذا الفيلم الذي شارك في مهرجان دبي السينمائي عام 2014 أول فيلم وثائقي من داخل الحصار. وأقام نيراز قبل اعتقاله معرض صور عن مخيم اليرموك في متحف "محمود درويش" في رام الله في فلسطين المحتلة، ومدينة القدس وعدد من المدن الفلسطينية والأوروبية، كما نال العديد من الجوائز عن أعماله الفنية التي وثقت مراحل الحصار على مخيم اليرموك مثل جائزة وكالة (الأونروا) التي أخذت عنوان "أنا لست رقماً" وخٌصّصت للأعمال التي تحكي عن اللاجئين، وعن ضحايا النزاعات والحروب من الأطفال عن صورة له بعنوان "الملوك الثلاثة" نالت الكثير من الاهتمام من وسائل الإعلام العربية والغربية.

ترك تعليق

التعليق