دوائر النفوس.. حيث المواجهة المرّة مع الحقيقة، لذوي المعتقلين في سجون النظام


بدأ النظام بكشف أسماء المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب، وتوفيتهم في النفوس، حيث صار بإمكان ذوي المعتقل معرفة مصير أقاربهم بعد سنوات من الترقب و غياب أي معلومات عن عشرات الآلاف من المعتقلين في سجون النظام عقب الثورة السورية التي اندلعت في آذار-مارس 2011.

النظام قدم لوائح تخص العديد من المناطق تضم كافة أسماء المعتقلين الذين فقدوا حياتهم تحت التعذيب.

وتسلم أهالي مدينة معضمية الشام بريف دمشق قائمة تضم قرابة 170 شهيداً بينما أفادت تقارير صحفية بتوزيع 120 شهادة وفاة على دوائر النفوس بريف حماة من بينها 17 شهيداً من مخيم العائدين.

وقالت مصادر أهلية إن النظام قام بوضع لائحة بأسماء المعتقلين الشهداء في دائرة النفوس الخاصة بأهالي مدينة داريا بمنطقة المرجة.

ويلجأ العديد من الأهالي للكشف عن مصير أقاربهم المعتقلين عبر استخراج وثيقة إخراج قيد كما حدث مع "ولاء" التي زارت دائرة النفوس للسؤال عن زوجها المعتقل منذ 4 سنوات حيث تبين أن الرجل قضى تحت التعذيب.

وتقول ولاء: "استخرجت وثيقة إخراج قيد لزوجي فعرفت أنه ليس على قيد الحياة. طلب مني الموظف الحكومي دفتر العائلة ليسجل زوجي كمتوفى".

سيدة أخرى من ريف دمشق زارت دائرة نفوس منطقتها لاستخراج بيان عائلي لكنها تفأجات بأن زوجها قد توفي في المعتقل حيث تؤكد لـ "اقتصاد" أنها لم تكن تعلم بلائحة المعتقلين التي سلمت للنفوس وعرفت بوفاة زوجها عن طريق الصدفة.

عند استخراج وثيقة إخراج القيد أو البيان العائلي بإمكان أقارب المعتقل معرفة إذا كان لا يزال على قيد الحياة كما حدث مع "أسماء" التي تمكنت من الحصول على هذه المعلومات الموثوقة بنفس الطريقة. "فرحت كثيراً لأن زوجي حي. أعتقد أن عمراً جديداً قد كتب لي"، تؤكد أسماء.

وتشهد دائرة النفوس الخاصة بأهالي داريا في المرجة توافد عشرات العائلات لمعرفة مصائر أقاربهم. لكن العديد منهم لا يجرؤون على الذهاب خوفاً من مواجهة الحقيقة المرة. وقال مصدر أهلي من أبناء المدينة لـ "اقتصاد": "لا نمتلك الشجاعة الكافية للذهاب، الخوف من معرفة مصير ذوينا يمنعنا".

وبالفعل تمكن من زاروا النفوس من أبناء داريا معرفة معلومات مؤكدة تفيد بوفاة معتقليهم أو أنهم لا يزالون أحياء. وقال المصدر: "البعض علم بهذا الأمر عن طريق الصدفة أثناء استخراجه وثائق شخصية من دائرة النفوس لكن الكثيرين ذهبوا إلى هذه الدائرة الحكومية فور سماعهم معلومات تفيد بوجود لائحة بالأسماء فيها".

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قالت نهاية العام الماضي إن أرقام المعتقلين في سجون النظام تتخطى حاجز 220 ألفاً مشيرة إلى أن بينهم تسعة آلاف طفل دون سن الـ 18 وقرابة 4500 امرأة.

وقضى المئات تحت التعذيب حيث يستخدم النظام أساليب وحشية في قتل المعتقلين مثل الحرق والضرب حتى الموت والصعق بالكهرباء مع عدم توفر أدنى مقومات الحياة في السجون البعيدة تماماً عن النظافة والتعقيم والشمس.

وتظهر الوثائق التي سربها قيصر وهو مصور كان يعمل في سجون النظام عدداً هائلاً من الشهداءالذين قضوا بين عامي 2011 وحتى 2013 حين فر قيصر من سوريا حاملاً أكثر من 55 ألف صورة لشهداء ماتوا نتيجة التعذيب.

ترك تعليق

التعليق