"اقتصاد" يرصد حال من بقي في حي الوعر الحمصي تحت سيطرة النظام


15 شهراً مضى على خروج أهالي حي الوعر بحمص، في تهجير قسري فُرض عليهم من قبل النظام والمحتل الروسي. حيث باتت أوضاع المهجرين في الشمال السوري مزرية جداً. منهم من يسعى لتأمين لقمة عيشه، ومنهم من يحارب لتأمين إيجار بيته.

أما بالنسبة للباقين في حي الوعر من السكان، وأغلبهم شيوخ وأطفال ونساء، فعادوا لحياتهم الطبيعة بعد تهجير أكثر من 40 ألف نسمة من الحي.

كان لـ "اقتصاد" حوار مع أحد أهالي حي الوعر الموجودين في الحي، ليطلعنا على الأوضاع هناك، بعد خروج الثوار وجزء كبير من أهل الحي.

يخبرنا شاهد العيان، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الدخول والخروج إلى حي الوعر ما يزال يحتاج إلى بعض المعلومات والثبوتيات الشخصية، من قبيل "إلى أين داخل؟، وإلى أي جزيرة؟، وما اسم صاحب البيت الذي ستذهب إليه؟".
 
وبالنسبة لمن يريد استئجار بيت في الحي، فيتم التدقيق عليه، ويُسأل لماذا يريد السكن في الحي، ويُطلب منه عقد للإيجار ومعلومات عن البيت وصاحبه.

أما بالنسبة للأمور المعيشية فقد أكد شاهد العيان، أن الحياة عادت بشكل تدريجي لطبيعتها، من حيث تأمين الكهرباء والماء وبعض الأمور الخدمية. وعمد النظام إلى تفعيل مدينة المعارض المدمرة التي تقع في وسط حي الوعر، وإنشاء حديقة حيوانات ومدينة ملاهي لمن بقي من أهالي حي الوعر، لينسوا سنوات الحصار وتعويضهم عن سنوات الرعب الذي كان يطال الأطفال والأهالي، حسب ادعاءات النظام.

وأضاف المصدر أن البنى التحتية والخدمات قد تم تأمينها مثل الاتصالات والماء والكهرباء والمواصلات وغيرها.
 
وذكر أيضاً أن ركام الأبنية المهدمة قد تمت إزالته من الشوارع، وأيضاً القمامة التي كانت تغطي الشوارع قبل سيطرة النظام، الذي كان يمنع إخراج القمامة من الحي في عهد حصاره له.

شاهد عيان آخر، تحدث لـ "اقتصاد"، طالباً عدم الكشف عن هويته، وقال إن بعض أصحاب البيوت في الحي، عادوا إلى بيوتهم، وبدأوا في ترميمها، والسكن فيها.
 
وأضاف أن إيجارات البيوت أصبحت مرتفعة جداً لتتراوح بين 35 ألف إلى 60 ألف ليرة شهرياً.

وأوضح أن إيجار الجناح في مدينة المعارض أصبح مرتفعاً، ووصل وسطياً إلى 30 ألف ليرة شهرياً، بعد أن كان في أيام سيطرة الثوار بحوالي 6 آلاف ليرة شهرياً.

يذكر أن الكثير من البيوت كان يسكنها الناس مجاناً في عهد سيطرة الثوار، ولم يكن أحد يتقاضى أجراً من مستأجر بسبب الحرب والحصار المفروض من النظام على الحي، حينها.

شاهد العيان الثاني، أقرّ لـ "اقتصاد" باستمرار المخاوف لدى من بقي في حي الوعر، على الشباب تحديداً، ممن هم في سن الاحتياط. فالنظام اقتاد ما يقرب من 60 شاباً من الحي إلى الخدمة العسكرية في صفوف قواته.

ولم يملك شاهدا العيان اللذان تحدث إليهما "اقتصاد" معلومات مؤكدة حيال حصول حالات اعتقال بحق من بقي في الحي من سكانه. وقال أحدهما إنه لم تحصل حالة اعتقال في حق أحد ممن يعرفهم في الحي، لكنه لا يستطيع التأكيد بأن حالات اعتقال لم تحصل بالمطلق.

ترك تعليق

التعليق