كيف تعامل السوريون مع غياب صنابير المياه في "التواليتات" الأوروبية..؟


ليست بالتجربة السهلة، عندما جاء السوريون إلى أوروبا وحاولوا استخدام الحمامات، فاكتشفوا أنه ليس بها صنابير مياه، وأن عليهم الاعتياد على استخدام ورق التواليت.

لقد حدثت الكثير من المشاكل في التعامل مع هذا الواقع الجديد، وخصوصاً في المراحل الأولى للجوء، والتي كان يوضع بها اللاجئون في "كامبات" جماعية، تحتوي على بضعة حمامات، مخصصة لعدد كبير من النزلاء، وليس بها صنابير مياه.

وإذا ما أردت الاستماع لمعاناة الكثير من الأسر السورية مع هذه التجربة، في بداية قدومها إلى أوروبا، فإنك ستسمع قصصاً تجعلك، "يُغشى عليك من الضحك"، لأن بعضها لا يخلو من الطرافة، وبالذات بالنسبة للملتزمين دينياً، والذين يعتبرون استخدام المياه جزءاً أساسياً من عمليات الطهارة والقيام بالواجبات الدينية.

"أحمد"، اللاجئ في هولندا منذ أكثر من ثلاث سنوات، يقول إن المشكلة بالنسبة له، كانت مع أطفاله، إذ أنهم لا يحسنون استخدام ورق التواليت، ولا يستطيعون تنظيف أنفسهم، الأمر الذي سبب إرباكاً له ولزوجته، بحسب قوله، دفعهم فيما بعد لاتخاذ قرار، بأن كل من يذهب للتواليت من الأطفال، عليه أن يذهب إلى الحمام، ومتابعة عمليات التنظيف هناك، بمساعدة الأم أو الأب.

أما "عبد القادر"، اللاجئ في فرنسا منذ نحو أربع سنوات، فيقول، إنه يصلي هو وأسرته، وقد واجهوا بالفعل مشكلة كبيرة في عمليات الطهارة لدى قدومهم إلى أوروبا وجلوسهم في "الكامب"، لكنهم تغلبوا عليها بوسائل بسيطة، من خلال اصطحاب "قناني" مياه معهم إلى الحمامات إلى أن انتقلوا إلى المنزل الدائم حيث سارعوا على الفور إلى تركيب صنبور مياه والاستغناء عن ورق التواليت بشكل نهائي.

ورق التواليت والاندماج

يعتقد الكثير من السوريين، وبالذات الشباب، أن استخدام ورق التواليت في الحمامات، جزء من عمليات اندماج اللاجئ السوري في أوروبا، وعليه أن يعتاد عليها وأن يتعامل معها على أنها أكثر حضارية من استخدام المياه.

وبحسب "عدنان"، اللاجئ في ألمانيا منذ أكثر من عامين، فهو يرى أنه حالياً يستغرب كيف أنه كان يستخدم المياه في سوريا، لافتاً إلى أن استخدام ورق التواليت، من وجهة نظره، أكثر نظافة وأكثر حضارة.

أما" فهد" اللاجئ في ألمانيا كذلك، فهو تحدث عن أن الأوروبيين، عبر استخدام ورق التواليت، لا يعبرون عن حضارة، بل على العكس، فإن ذلك تخلف في عمليات النظافة الشخصية، فهم حسب رأيه، ورغم ما منحهم الله من جمال في كل شيء، لكنهم غير نظيفين، والروائح تنطلق منهم على مسافات بعيدة، والقمل يسرح في رؤوسهم مثل النمل، ولا يختلف في ذلك الرجل عن المرأة عن الطفل.

وأضاف "فهد" أن الثقافة الإسلامية، أكثر ما يميزها هو عمليات النظافة والطهارة الشخصية، لافتاً في هذا المجال إلى أنه حتى اليهود لا يستسيغون النمط الأوروبي في النظافة، وهم يعيبون عليهم عدم استخدام المياه في الحمامات، ويتهمونهم بقلة الطهارة، وغالباً لا يأكلون من طعامهم لهذه الأسباب.

ترك تعليق

التعليق