بلال.. شاب سوري يحلم بمداواة جراح أطفاله وزوجته


قُتلت ابنته وبترت قدمي رضيعه وزوجته وأصيب جميع أطفاله في قصف للنظام السوري وحلفائه على الغوطة الشرقية بريف دمشق، في مارس/آذار الماضي، قبل أيام قليلة من فرض التهجير على سكان المنطقة.

هذا حال الشاب السوري أحمد بلال (30 عاما)، الذي ينحدر من عفرين، شمالي سوريا، وقد انتقل في العام 2000 إلى العاصمة دمشق بحثا عن الرزق وتزوج وأقام بمنطقة الغوطة الشرقية مع عائلته.

بداية معاناة بلال وعائلته كانت عندما حاصر نظام بشار الأسد الغوطة الشرقية على مدار 5 أعوام متواصلة، قبل أن يتم تهجير سكان المنطقة إلى شمال سوريا، في مارس/آذار الماضي، ليعود نازحا إلى مدينته عفرين بعد (18 عاما) من مغادرته لها.

كانت قوات النظام السوري شنت بدعم روسي عملية عسكرية واسعة على الغوطة الشرقية، انتهت في أبريل/نيسان الماضي، بالسيطرة على المنطقة بشكل كامل، بعد اتفاق مع المعارضة المسلحة على تسليم الأخيرة أسلحتها ومغادرة المعارضين المسلحين والمدنيين إلى مناطق شمالي سوريا.

ووصل الشاب السوري إلى عفرين مع أفراد عائلته المصابين جميعا بعد أن دفن طفلته شيماء (3 أعوام) في الغوطة الشرقية، وأقام في بيت أحد أقربائه حيث لا عمل ولا دخل مادي، وينتظر من يساعده في تركيب أطراف صناعية لزوجته ورضيعه.

ويقول بلال، لمراسل الأناضول، إنه ذهب إلى دمشق للعمل وتزوج هناك وعاش في الغوطة الشرقية، ووقع في الحصار مع سكان المنطقة، واصفاً سنوات الحصار والقصف بـ"الصعبة والقاسية".

ويضيف أنه "في 6 مارس/ آذار الماضي، وقبل أيام قليلة من تهجيرنا من الغوطة، خرجت من البيت بحثا عن طعام لعائلتي، ولدى عودتي وجدت صاروخا سقط على بيتي وتم نقل أفراد عائلتي للمستشفى".

وتابع الشاب السوري: "تسبب القصف بقتل ابنتي شيماء البالغة من العمر (3 أعوام) بعدما انفصل رأسها عن جسدها، وفقدت زوجتي ورضيعي (8 أشهر) قدميهما، كما أصيب ابني (5 سنوات) في رأسه ما تسبب بثقوب فيه، وكذلك جرح ابني البالغ من العمر (4 سنوات) في ظهره، فيما تلقت ابنتي (7 أعوام) شظية في رأسها".

ولا تزال آثار الإصابات تظهر على أطفال بلال الذين لم يتعافوا حتى اللحظة.

ويقضي أطفال بلال وقتهم في غرفة صغيرة بانتظار بارقة أمل تسمح لهم بأن يعيشوا طفولتهم التي حرموا منها وقضوا أيامها يتألمون جسديا ونفسيا بسبب جراحهم وفقدهم لأختهم وتهجيرهم.

ويتمنى الشاب السوري أن تساعده أي جهة في تأمين أطراف صناعية لزوجته ورضيعه وفي توفير العلاج لأطفاله في المستشفيات التركية.

الطفلة رقية (7 أعوام)، المصابة في رأسها تروي، للأناضول، ما حدث معها لحظة القصف، بالقول: "قتلت أختي شيماء، بعد أن قطع رأسها، وفقدت أمي قدمها ولم تعد قادرة على المشي".

وتضيف رقية: "تسبب القصف أيضا بإصابتي بجروح وجميع إخوتي".

ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.

غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ودفع سوريا إلى دوامة من العنف، جسّدتها معارك دموية بين القوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم وسقط خلالها آلاف القتلى، وشردت الملايين بين الداخل والخارج.

ترك تعليق

التعليق