من الذي يبتز الآخر في نصيب.. النظام أم الأردن؟


توحي التصريحات الأخيرة، لوزير الخارجية الأردني، بأن الأردن هو من يبتز نظام الأسد والروس، لقاء فتح معبر نصيب الحدودي، وذلك بخلاف ما أوحت به تقارير عديدة نشرتها وسائل إعلام مقرّبة من النظام، خاصة منها اللبنانية والإيرانية، خلال الأسابيع الأخيرة، والتي تحدثت عن شروط قدمها النظام للأردن، لقاء فتح المعبر.

وفي تصريحات مفاجئة، نقلتها وكالات الأنباء العالمية، مساء الخميس، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن بلاده ستعيد فتح المعبر الحدودي مع سوريا عندما تكون مستعدة لذلك، في مؤشر على أن عمان قد تؤجل قرارا ًمن شأنه أن يدعم نظام بشار الأسد.

وقبل أسابيع، قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقرّبة من حزب الله، نقلاً عن مصادر في النظام، لم تسمها، إن النظام يشترط التطبيع الرسمي معه من جانب الأردن ولبنان، لقاء فتح معبر نصيب.

كما أشارت قناة "العالم" الإيرانية، لاحقاً، إلى أن النظام يطلب ثمناً لقاء فتح معبر نصيب، من الأردن. إذ اعتبر النظام فتح المعبر مصلحة أردنية بامتياز، نظراً لأن العلاقات التجارية بين النظام ودول الخليج، مقطوعة، مما يعني أن تجارة الترانزيت، التي ستعبر من نصيب، ستفيد الأردن، بصورة رئيسية. لذلك، يريد النظام ثمناً لقاء فتح المعبر.

وقال نظام الأسد هذا الأسبوع إن الطريق المؤدي للمعبر جاهز للاستخدام.

 لكن وزير الخارجية الأردني، كذّب بشكل غير مباشر، ما سبق من تقارير إعلامية، وقال الخميس إنه لم يتلق طلباً لإعادة فتح المعبر. مما يعني أن الأردن هو من ينتظر تحركاً رسمياً من نظام الأسد لفتح المعبر، وليس العكس.

وحسب تقرير نشرته "رويترز"، قال الوزير الأردني في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي الزائر جان إيف لو دريان، "سنتعامل مع الطلب بكل الإيجابية التي تخدم مصالحنا... يجب أن تستقر الأمور".

وأضاف الصفدي أنه ناقش إعادة فتح المعبر مع موسكو. دون أن يشير إلى أي اتصالات رسمية أو غير رسمية، مع نظام الأسد.

وقال الصفدي "من ناحية المبدأ نحن نريد حدوداً مفتوحة مع كل الدول العربية الشقيقة، لكن متى وكيف، عندما يأتي الطلب (لفتح معبر نصيب) سيخضع لنقاشات تضمن مصالحنا وأمننا".

ماذا يريد الأردن؟

وأشار تقرير "رويترز" إلى أن الأردن هو من قدّم شروطاً للروس تحديداً، تتعلق بفتح معبر نصيب.

وحسب دبلوماسيين مطلعين، طلبت عمّان من الشرطة العسكرية الروسية أن تلعب دوراً أكبر في حماية النازحين الذين يريدون العودة لمناطق استعادها جيش النظام في الآونة الأخيرة. كما طلبت عمّان المساعدة في التصدي لتهديد جماعات مسلحة إيرانية.

وقال مصدر دبلوماسي آخر مطلع على المناقشات "بالنسبة لروسيا والنظام ففتح المعبر سيمثل دعماً معنوياً كبيراً. يريد كلاهما أن يظهر أن كل شيء يعود بسرعة لطبيعته وأن الحرب توشك على نهايتها".

وتقدّر التجارة الإقليمية التي كانت تمر عبر معبر نصيب الحدودي، بمليارات الدولارات، قبل العام 2011. وسيطر مقاتلو المعارضة على المعبر في 2015، وأثّر إغلاقه سلباً على الاقتصاد في سوريا، ودول الجوار، وفي مقدمتها الأردن ولبنان. واستعاد النظام سيطرته على المعبر في مطلع شهر تموز الجاري، بعد عملية عسكرية مدعومة من الطيران الروسي والميليشيات الإيرانية.

ترك تعليق

التعليق