قصة الصفر الذي تسبب بنشوب معركة بين خبراء النظام الاقتصاديين


قبل عدة أيام، خرج محلل اقتصادي مغمور في النظام ويدعى بركات شاهين، واقترح على الحكومة إلغاء صفر من العملة السورية من أجل أن تعود إلى سابق عهدها قبل العام 2011، معتبراً ذلك أجمل هدية يمكن أن تقدمها للسوريين بمناسبة الانتصار على "المؤامرة الكونية".

وقال شاهين، الذي شغل سابقاً منصب معاون وزير الصناعة، إنه "لابد أن تفكر الحكومة بالمواطن ووضعه المادي السيئ بشكل جدي، ليس بزيادة 30% على راتبه، بل بحذف صفر من جميع العملات، أي أن تصبح الخمسين ليرة، خمس ليرات وهكذا تعود لوضعها ونختصر 97% من العملة المتداولة".

طبعاً ما كاد شاهين ينتهي من نشر فكرته، حتى انهال عليه الخبراء الاقتصاديون المشهورون، بالنقد والتجريح، مستغربين كيف أنه كان سابقاً مسؤولاً حكومياً وفي منصب اقتصادي مرموق.

ونقل موقع قناة الجديد اللبنانية عن الدكتورة في الاقتصاد نسرين زريق، قولها، إن "عملية حذف الأصفار من العملات في الدول ذات الاقتصاد المتضخم، وسيلة وهمية وفورية لتخفيض سعر الصرف، وبدأت عشرات الدول بتطبيقها منذ السبعينيات وحتى اللحظة لم تنجح في أي بلد كان، فتركيا حذفت 6 أصفار من عملتها منذ سنوات، وإيران حذفت صفراً، والعراق يسعى لحذف 3 أصفار".

وأضافت زريق أن "المواطنين سوف يشعرون بتحسن اقتصادي وهمي لأن حذف الصفر سيغير سعر السلع ويغير دخل المواطن باللحظة نفسها، ولكن ستبقى المعادلة ذاتها بالضبط دون تغيير بنسبة التضخم، وسوف ينجم عنها حالة ذعر شديد لدى أصحاب المدخرات والإيداعات ظناً منهم بحالة فقر قد تصيبهم لإنخفاض قيمة أموالهم في البنوك، وهذا سيؤدي مباشرة الى انكماش في الاستهلاك، ريثما تتوضح الصورة ويتم إصدار العملات الجديدة".

وتحدثت زريق عن تكلفة حذف الصفر والتي "قد تتراوح بين 7 أو 9 سنت أميركي للورقة النقدية الواحدة ما سيكلف الخزينة السورية ملايين الدولارات لشراء وتصميم عملات جديدة".

وأما على صفحات التواصل الاجتماعي الموالية للنظام، فقد لاقى اقتراح شاهين سخرية كبيرة، إذ تساءل البعض: "هل هو محلل أم محشش..؟".

بينما كتب أحدهم: "اللهم صلي عالنبي ما أجحش هالمحللين الاقتصاديين!!! ياترى بيعرف الغبي انه الكتلة النقدية قيمتها صفر بدون احتياطي العملات والذهب وحتى الغذاء والنفط، وكلها مرتبطة مباشرة بسعر صرف العملة المحلية، يعني ان تشابهت الـ 100 ليرة بشكلها مع الـ 100 دولار ستبقى القيمة الشرائية كما هي الآن".

وكتب آخر: "هلا محللينا السياسين بهايم تعودنا.. بس يكون عنا محللين اقتصاديين بهايم، تقيله بحقنا".

ترك تعليق

التعليق