مشهد لا يطاق


منظر مقزز تبثه وسائل إعلام النظام، لحفلات أعراس ودبكة عند بوابات الحدود، وتقول بأن ذلك لاستقبال العائدين إلى "حضن" الوطن من اللاجئين السوريين، في لبنان والأردن.

هذا المنظر، القصد منه القول للاجئين الذين ينوون العودة، بأن سوريا التي غادرتموها، واعترضتم فيها على نظامها السياسي، ها هي لم يتغير بها شيء، بل عادت أسوأ من السابق.

ويصر النظام في مشهد هذه الأعراس، على إبراز صور من أطلق عليه الرئيس الأمريكي رونالد ترامب بـ "الحيوان"، وهي تعلو الرؤوس، في لقطة يريد من خلالها القول: لا بد وأن تمروا من تحت صوره إذا أردتم الرجوع إلى سوريا، والقادم أعظم.

باختصار، هذا النظام لا يملك وجهاً آخر ليتغير إليه، بل يملك وجهاً وحيداً قميئاً، وعلى الشعب السوري أن يقبل به شاء أم أبى.

بكل الأحوال، بحسب معلوماتنا، فإن اللاجئين لازالوا يرفضون العودة، ما لم يتعرضوا لضغوط كبيرة من الدول التي يقيمون بها. وما يتحدث النظام عن عودتهم هم عبارة عن بضعة مئات، ومن لبنان تحديداً، من أصل أكثر من مليون سوري هناك، وهم في العموم كانوا يقيمون في ظروف بالغة السوء، لا تختلف كثيراً عن "حضن" الوطن الذين عادوا إليه.

إذاً، النظام يعترف في مراهنته على عودة اللاجئين، بأنه الخيار السيء، ولكنه ليس الأسوأ.

ترك تعليق

التعليق