في دمشق وريفها.. تراجع الإقبال على شراء الأضاحي، رغم انخفاض أسعارها


تشهد أسعار الأضاحي قبيل عيد الأضحى لهذا العام، انخفاضاً ملحوظاً في محافظة دمشق وريفها. وأرجعت مصادر خاصة سبب هذا الانخفاض إلى تراجع التصدير، إضافةً إلى أن أسعار الأضاحي تُعد في كل الأحوال، مرتفعة، مقارنة بالقدرة الشرائية للسوريين، في ظل الظروف الاقتصادية المتردية التي يعيشها معظمهم جراء الحرب.

ووصل سعر كيلو لحمة الخروف بدون عظم إلى 6500 ليرة سورية، ومع عظم إلى 5000 ليرة، أما بالنسبة للجدي فيبلغ سعر كيلو اللحم بدون عظم نحو 4000 ليرة، في حين يبلغ سعر كيلو مع عظم 3500 ليرة، ما أسفر عن اقتصار عمليات الشراء على ميسوري الحال فقط.

ضعف الطلب

في السياق ذاته، قال"محمد صالح"، أحد مربي الماشية في مدينة "الرحيبة" -أبرز مصادر تسمين الخراف في دمشق وريفها- في تصريح خاص لموقع "اقتصاد": "يحل عيد الأضحى على أبناء دمشق وريفها، وهم يمرون بظروف معيشية ومادية قاسية؛ تحول دون قدرتهم على تأمين ثمن أضحية واحدة، حيث صار لزاماً عليهم أن يتخلوا عن ممارسة طقوس العيد، أو أن يقوم المضحي بادخار ثمن أضحيته على مدار أشهر العام حتى يتمكن من شراء إحداها في العيد".

وأضاف أن "سعر كيلو الخروف القائم (الحي) انخفض عن العام الماضي بمقدار 200 إلى 250 ليرة سورية، حيث يتراوح السعر في مدينة الرحيبة بين 1625 إلى1700 ليرة, بعد أن وصل إلى نحو 1925 ليرة، في الفترة نفسها من العام الفائت، أما في العاصمة دمشق، فيتراوح السعر بين 1725 إلى 1750 ليرة، بعد أن وصل إلى 2000 ليرة العام الماضي".

تلاعب التجار

ونبّه "صالح" إلى وجود تلاعب من قبل بعض التجار الذين يقومون بشراء الخراف بسعر أقل من مناطق أخرى خارج سوق "الرحيبة"، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس سلباً على أعداد الخراف التي يتم سحبها من المدينة، وهذا بدوره يدفع كلاً من تجار "دمشق" والمسلخ المركزي، إلى شراء خراف من تلك الأسواق، مما يجعل سوق "الرحيبة" في حرج ويجبر المربي على بيع خرافه للتاجر بسعرٍ أقل من سعر السوق العام.

ويعاني مربو الماشية في أنحاء متفرقة من ريف دمشق، مصاعب كبيرة في التسمين وارتفاع في تكاليف الانتاج؛ إذ يحتاج الخروف إلى نسبة عالية من العلف يومياً، وتتراوح قيمتها بين450 إلى 500 ليرة سورية، وبالتالي يضطر المربون "أصحاب مرابط التسمين" إلى بيع خرافهم للتاجر بسعر أرخص من السوق، كي لا يتكلف المربي أكثر على الخراف، وهو ما قد يتسبب له بالكساد وثقل في الوزن في وقتٍ لاحق، حسب مربي الماشية "محمد صالح".

تراجع التصدير

بدوره، قال "ضياء ابراهيم"، تاجر ماشية من ريف دمشق، لموقع "اقتصاد"، إنه وعلى الرغم من تراجع أسعار الأضاحي في عموم محافظة دمشق وريفها، بنسبة تتراوح بين 10 إلى 12% قياساً بالفترة نفسها من العام الماضي، إلا أن حركة الإقبال على شراء الأضاحي ضعيفة جداً.

وعن الأسباب التي تقف وراء انخفاض أسعار الأضاحي-يضيف ابراهيم- أن هناك ضعف في الطلب على الأضاحي من قبل السوريين الذين جرت العادة أن يكثر طلبهم عليها في مثل هذه الأوقات من السنة، ناهيك عن تراجع عمليات تصديرها من سوريا إلى كلٍ من المملكة العربية السعودية، العراق ولبنان، وذلك بالتزامن مع قيام حكومة النظام باستيراد الماشية من إيران.

وأشار "ابراهيم" إلى وجود تكاليف إضافية ملحقة بالأضاحي مثل: أجور النقل والأرباح، وأجور الجزارين التي ارتفعت إلى 5000 ليرة سورية في الموسم الحالي، وهو ما يزيد العبء على الراغبين بشرائها.

وتوّقع "إبراهيم" أن يحصل ارتفاع في أسعار الأضاحي خلال الأيام القليلة القادمة، لتكلّف أضحية الخروف بين100- 110 ألف ليرة.

ونوّه أيضاً إلى أن تربية وتسمين الخراف والأبقار في عموم منطقة دمشق وريفها، لم تعد مربحة للمربين، ولا سيما بعد ارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة بغالبيتها واللقاحات، فضلاً عن تكاليف نقل الخراف الصغيرة من مناطق ولادتها في البادية السورية إلى ريف دمشق، ويتوجب على التاجر دفع مبلغ مالي مقداره 5000 ليرة سورية، عن كل رأس غنم، لقاء ما يسمى (ترفيق) إلى قوات النظام، للسماح للشاحنات المحملة بالأغنام بالوصول إلى مدن وبلدات المحافظة.

ترك تعليق

التعليق