فرض العمل التطوعي على اللاجئين في ألمانيا.. سيناريو مقترح لتعزيز فرص الاندماج


طالبت الأمينة العامة للحزب المسيحي الديمقراطي أنغريت كرامب– كارنباور، بضرورة إلحاق اللاجئين وطالبي اللجوء في ألمانيا بخدمة اجتماعية أو بخدمة عامة، إجبارية لمدة سنة.

 وبررت كارنباور مقترحها بأن من شأنه الإسهام باندماج (اللاجئين) في الدولة والمجتمع، وسيزيد هذا أيضاً من قبول المواطنين للاجئين في البلد الذي يستقبل أكبر عدد منهم في أوروبا.

 ويشمل مقترح كرامب-كارنباور الشباب والشابات من اللاجئين وطالبي اللجوء. وقالت السياسية الألمانية في تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية الصادرة يوم السبت (25 آب/أغسطس 2018): "عندما يكمل اللاجئون عاماً في مثل هذه الخدمة، سواء تطوعياً أو إلزامياً، سيسهم ذلك في اندماجهم في الدولة والمجتمع وسيزيد هذا أيضاً من قبول المواطنين للاجئين بيننا".

وبدوره أشار مسؤول ملف اللاجئين السوريين في أوروبا بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان،‏ الناشط "محمد كاظم هنداوي"، لـ "اقتصاد"، إلى أن هذا الاقتراح فيما لو تم تطبيقه سيكون خطوة مهمة من الحكومة الألمانية في طريق إدماج اللاجئين في المجتمع الألماني بشكل صحيح، مضيفاً أن هذا الاقتراح كان يجب أن يُطرح ويطبق منذ زمن، فإجبار أي لاجئ على دخول مجال الخدمات الإجتماعية من شأنه-كما قال- تحضير اللاجئين نفسياً ولوجستياً لأن يصبح لديهم قابلية لمساعدة الآخرين وتطوير ثقافة التطوع لخدمة المجتمع بشكل عام، وهذا من شأنه أيضاً أن يخدم بلادنا بعد عودة اللاجئين إليها وخصوصاً أن ظاهرة التطوع–كما يؤكد- لم تكن موجودة في المجتمع السوري، لأن النظام السوري منع تشكيل أي مبادرات شبابية أو منظمات للمجتمع المدني مما جعل سوريا تخلو من أي مظهر مجتمعي خارج الأطر الأمنية والحزبية.

(محمد كاظم هنداوي)

 ولفت محدثنا إلى ضرورة انخراط الكثير من اللاجئين السوريين من تلقاء أنفسهم في مجال الخدمات التطوعية وخاصة في الأعوام المخصصة لذلك ( أعوام التطوع المعتادة في ألمانيا). وعلى اللاجىء–كما يقول هنداوي- أن يمارس هذا العمل وينخرط فيه، سواء بشكل فردي أو مع منظمات إنسانية أو جمعيات خيرية، لأن هذا يسهم في تسريع اندماجه وحصوله على ميزات اللجوء، كالإقامة والجنسية وغيرها.

 وأبان محدثنا أن العمل التطوعي ينمي مهارات اللاجئين اللغوية ويعزز ثقافتهم بالمجتمع وطبيعة الحياة في البلاد من خلال الاختلاط بالآخرين والاندماج معهم ومن شأن هذا العمل–كما يوضح هنداوي- إغناء السيرة الذاتية للاجئين ومساعدتهم في الحصول على وظائف مستقبلية، كما يساهم في تكوين تاريخ إيجابي لهم وقد ينالون فرص توظيف في مكان التطوع ذاته.

هنداوي أشار إلى أن ثقافة التطوع ليست بجديدة على المجتمع الألماني، وهم رائدون في هذا المجال منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كانوا يعملون كمتطوعين لمدة 9 ساعات يومياً إلى جانب وظائفهم وأعمالهم اليومية لإعادة بلادهم إلى ما كانت عليه قبل الحرب، وبناء نهضتها الجديدة، وخصوصاً أنه لم يكن هناك حينها مساعدات من دول أخرى أو بنك دولي أو داعمين للإعمار بعد الكوارث والحروب. ومع بداية موجة اللجوء الكبرى إلى أوروبا في العام 2015 توجه الكثير من الألمان لمساعدة اللاجئين وحمل عبء عن كاهل بلادهم التي استضافت هذا الكم الكبير من اللاجئين.
 
وأعرب محدثنا عن اعتقاده بأن مقترح إجبار اللاجئين على الانخراط في العمل التطوعي سيتحول إلى قرار ملزم وسيشمل اللاجئين الجدد مبدئياً فبدل أن يجلسوا فترة انتظار لعام كامل دون عمل يمكنهم الالتحاق بالعمل التطوعي الذي يوفر لهم تعلم اللغة والاندماج.

 وتابع هنداوي أن "دفع اللاجئين باتجاه التطوع ليست اقتراحاً عبثياً أو بلا فائدة بل هو خطوة لتحضير اللاجئين السوريين لأن يكونوا مثلهم مثل المجتمع الألماني وأن تكون لديهم قابلية لمساعدة الآخرين".

ولفت هنداوي إلى أن فرض هذا الاقتراح فيما إذا تحول إلى قرار لن يكون القرار الأول من نوعه الذي يتم تطبيقه على اللاجئين، بل كانت هناك قرارات أخرى ومنها تعلم اللغة ودورات الاندماج، معرباً عن اعتقاده بأن "فرض مثل هذا المقترح سيكون من خلال ضغوطات أكثر على اللاجئين الأكثر حظاً بالبقاء في ألمانيا".
 
وبحسب موقع dw الألماني تم تبني "الخدمة التطوعية الاتحادية" BFD بعد إلغاء الخدمة العسكرية والمدنية الإجبارية عام 2011، ويمكن للراغبين من الشباب والشابات الانخراط بكل ما قد يعود بالخير على المجتمع، وخاصة في المجالات المجتمعية والبيئية والثقافية والرياضية والمساعدة في حالات الكوارث الطبيعية والمدنية.




ترك تعليق

التعليق