"بيلاروسيا" تجني حصاد زرعها الهادئ في سوريا


جدّدت "بيلاروسيا" عبر سفيرها في العاصمة دمشق "ألكسندر بانوماريف" العرض المُقدّم من شركة "ماز البيلاروسية" بإنشاء خطّي إنتاج للشاحنات والباصات في سوريا، في منتصف الشهر الفائت، وذلك حسب مواقع محلّية مُقرّبة من النظام.

وتضمن العرض سُبل تطوير إنتاج الخطّين المُقترحين كي تتمكن من سدّ جزءٍ من احتياجات السوق المحلّية.
 
من جانبه نظام الأسد، وعبر وزير الصناعة لديه، أكّد سابقاً ومُجدّداً على ضرورة أن تكون الدول الصديقة لنظام الأسد شريكةً في عملية إعادة الإعمار، مُقدّماً اهتمام النظام بإقامة مشروع إنتاج الباصات والشاحنات بطاقة إنتاجية كبيرة لتتمكن من تلبية حاجات الجهات العامّة والخاصّة نظراً لوجود نقص كبير في الآليات وللاستغناء عن خيار الاستيراد.

تلقّت حكومة بيلاروسيا دعوة رسمية من نظام الأسد للمشاركة في إعادة إعمار سوريا مطلع العام 2015 في خطة انتهجها نظام الأسد بدعوة الدول التي تعاني من ارتفاع معدّل البطالة فيها.

وكانت شركة "ماز سيرغي كريل البيلاروسية" قد قدّمت عرضها الأول لإنتاج الشاحنات والباصات مطلع هذا العام بقدرة إنتاجية لا تتجاوز الـ 200 مُنتج سنوياً، بينما وبحسب العرض المُقدّم مُجدّداً تضاعفت القدرة الإنتاجية لتصل إلى 500 مُنتج من "الشاحنات والباصات" بشكل سنوي مع العمل على ترويجها للمنافسة في السوق المحلّية بشكل جدّي ومُؤثّر.

منذ اندلاع الثورة في سوريا لم تتوانَ حكومة بيلاروسيا عن تقديم كافة أشكال الدعم لنظام الأسد بدءاً بتزويده بالأسلحة المُتنوعة التي استخدمها في عمليات قتل الشعب السوري مروراً بالخبرات في مجال البرمجة وصولاً إلى الدعم الّلوجستي المفتوح المُتضمّن إنشاء مركز تجاري "سوري بيلاروسي" وتقديم الخبرات في الصناعات النسيجية والهندسية بالإضافة إلى توريد محوّلات الكهرباء والمضخّات والآلات الزراعية والمواد الغذائية والشحن الجوّي وتصدير الزيتون والفوسفات والخضار والفواكه والحمضيّات، كما كان للإعفاءات الجمركية والمشاريع السياحية حيّز كبير من الاهتمام بين الجانبين.

وتشمل الاتفاقيات بين الجانبين تجارة الأصناف الدوائية لا سيما عقاقير الأورام وأمراض القلب والدم التي تحتاجها دوائر نظام الأسد الصحيّة بكثافة.

كما واستقبلت بيلاروسيا بعثات علمية ورياضية ودّية بتزكية من نظام الأسد بين الآونة والأخرى كان آخرها في مطلع الحالي. وأعلنت مُسبقاً مطلع العام الماضي عن نيتها استقبال أبناء قتلى النظام للمشاركة في معسكرات ودورات صيفية تُشارك فيها العديد من الدول، منها دول الاتحاد السوفياتي سابقاً، وربطهم بمنظمات تُعنى بشؤون الشباب والطلبة.

العلاقات بين الجانبين لم تكن وليدة الحرب الأخيرة إنما نشأت عام 1998 في عهد رئيس النظام السابق "حافظ الأسد"، فتحت خلالها بيلاروسيا نقاط تسويق جديدة تستوعب مُنتجاتها المحلّية لا سيما الفائض من المُنتجات الزراعية، وبلغ حجم التبادل التجاري بينهما 60 مليون دولار سنوياً قبل العام 2011.

وبحسب الصحيفة الفرنسية  Inelligence online فإنّ بيلاروسيا تُزوّد وزارة دفاع نظام الأسد بالدبابات والعربات المُدرّعة الثقيلة ومدافع ذاتية الدفع، كما كشف تقرير صادر عن القناة الثانية "العبرية" في الشهر التاسع من عام 2017 عن نشاطات عسكرية بيلاروسية في سوريا لصالح نظام الأسد، وبحسب التقرير فإنّ بيلاروسيا تُقدّم العون في برنامج صواريخ مُتوسّطة المدى رُبّما تعرّض للقصف من السلاح الجوّي الإسرائيلي في مدينة مصياف بمحافظة حماه بموجب تقارير أخرى.

كما كشف التقرير أنّ 620 مليون دولار جنتها بيلاروسيا بين عامي 2012 و2016 نتيجة تجارة الأسلحة جعل منها المُورّد الثامن العشر للسلاح في العالم، بالإضافة لمساعدة نظام الأسد في تطوير صواريخ m600 عبر زيادة مداها ودقّتها.

وبالعودة إلى شركة "ماز سيرغي كريل البيلاروسية" فقد زوّدت نظام الأسد بـ 157 شاحنة كبيرة من تصنيعها في نيسان عام 2017.

ترك تعليق

التعليق