يستفيد منها السوريون.. تسهيلات إدارية مصرية في استصدار إقامة اللجوء


تسود أجواء من الارتياح في أوساط السوريين المقيمين في مصر، بعد أن بدأت السلطات المصرية، مؤخراً، بتطبيق تسهيلات إدارية كبيرة للحصول على إقامة اللجوء، والتي كانت فيما سبق تأخذ منهم وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً.

 لمعرفة تفاصيل التسهيلات الحكومية المصرية في هذا الجانب التقى "اقتصاد" بالمحامي المصري عصام حامد، محامٍ متخصص بقضايا اللاجئين، ومحام في هيئة "كير" بمصر (منظمة إغاثة دولية). ووجهنا له عدة أسئلة لمعرفة ما الجديد بخصوص إقامات اللجوء بمجمع التحرير بالقاهرة؟

يقول عصام حامد: "استكمالاً لقرارات حكومية سابقة تشجع احتضان السوريين في مصر وتخفف معاناتهم وبخاصة بالحصول على إقامة وتسهيل إجراءاتها، خصصت إدارة الهجرة والجوزات المصرية في مجمع التحرير بالقاهرة، منذ أيام، شباكاً موحداً لتنظيم عملية الحصول على إقامة لجوء، وتسهيلها، بما ينهي الازدحام الحاصل على هذا النوع من الإقامات، لقرابة 400 ألف لاجئ يقيمون في مصر، منهم 130 ألف لاجئ سوري".

ويستكمل حامد: "أشرف مدير إدارة الهجرة والجوازات بمجمع التحرير، على إطلاق القسم المستحدث والمخصص لتنفيذ إقامات اللجوء، والتأكد من علاج مشكلة الازدحام التي كانت تضطر الناس لأن يناموا أمام المجمع منذ الليل للحصول على إقامة أو التقدم بالأوراق".

وتُستصدر إقامة اللجوء على الكرت الأصفر (كرت اللجوء) عبر الآلية التالية: بعد أن يأخذ اللاجئ الرقم من وزارة الخارجية بالقاهرة جانب ماسبيرو، ينتظر 40 يوماً بعدها يستطيع الذهاب إلى مجمع التحرير، ويأخذ دوراً بتاريخ محدد من شباك يحمل الرقم 20، ثم يأتي بعد ذلك في التاريخ المحدد لتقديم الأوراق بشباك رقم 10. لذلك فإن افتتاح الشباك الموحد، سهل على السوريين التعب البدني الذي كانوا يلاقونه طوال فترة التقديم على الإقامة والتي تمتد لساعات وهم ينتظرون فقط لأخذ موعد وأحياناً يضطرون لزيارة مجمع التحرير أكثر من مرة بسبب الازدحام الشديد، وذلك لتقديم أوراقهم.

ويكمل حامد حديثه بأن هذه التسهيلات تشمل جميع  اللاجئين في مصر، من كل الجنسيات دون استثناء، لمن يملك بطاقة لجوء في مصر، ولا تقتصر فقط على السوريين، وقد جاءت بعد جهود كبيرة لمفوضية شؤون اللاجئين، في هذا الجانب.

ويختم حامد حديثه بالقول: "على الرغم من مرور ساعات قليلة على القرار إلا أنه مازال ينتشر في الأوساط السورية وتلقاه السوريون خاصة واللاجئون عامة بفرحة عارمة، وهو بالفعل يخفف إلى حد ما، من معاناتهم. لكننا نرى أنه مع الوقت تأتي المشكلة في أن الطلبات المقدمة أكثر بكثير من قدرة العاملين على تنفيذها، ونتمنى أن تحل بزيادة عدد الموظفين الموكول إليهم ذلك لأن الطلبات ستتزايد يومياً، ونخشى أن نعود إلى سابق الأزمة".

"لن أنام بعد اليوم أمام مجمع التحرير"

ولمتابعة الأمر أكثر، التقى "اقتصاد" ببعض السوريين المقيمين في مصر، لاستطلاع آرائهم، وسألنا السيد "أ ش" عن رأيه بالقرار الجديد وما الفائدة منه؟، فأجابنا: "أخيراً لن أنام أمام مجمع التحرير، ولن أذهب منذ الليل لتقديم أوراقي للحصول على إقامة وبخاصة أني من سكان محافظة دمياط، وكنت أسافر للقاهرة قبل يوم لتقديم الأوراق وأحياناً بسبب الازدحام لا أتمكن من تقديم أوراقي مما يعني عودتي مرة أخرى لتقديم الأوراق. وهنا أشكر الحكومة المصرية على هذا القرار راجياً أن يتم تمديد مدة الإقامة من 6 أشهر الى سنة وأن يتم منحها بباقي بالمحافظات عبر فروع الهجرة والجوازات وليس بالقاهرة فقط، لتخفيف أعباء الإقامة علينا أكثر".

تمنيات برفع مدة إقامة اللجوء الى سنة

السيدة "ولاء" مقيمة بمدينة السادس من أكتوبر، وتعيش مع أولادها بعد وفاة زوجها، حدثتنا عن سعادتها البالغة بهذا القرار وبخاصة أنها دخلت عبر السودان وإقامتها على الكرت الأصفر وهي من تقوم باستصدار الإقامات لها ولأولادها، ومع هذا الوقت الطويل الذي تمضيه للحصول على إقامة كانت تضطر لترك أولادها لدى بعض الأقارب وتأخذ إجازة من عملها وغالباً كان يخصم لها من راتبها الشهري لغيابها في هذه الأيام. وتأمل "ولاء" اليوم، لو أن السلطات المصرية ترفع مدة الإقامة على الكرت الأصفر من 6 أشهر إلى سنة، مما يخفف من صعوبات تجديد الإقامة كل ستة شهور.

وختاماً، تقدر مفوضية اللاجئين في مصر عدد طالبي اللجوء بأكثر من 300 ألف لاجئ من مختلف الجنسيات ويبلغ عدد السوريين منهم أكثر من 130 ألفاً، سيستفيد معظمهم من هذه التسهيلات الأخيرة بالحصول على إقامة لجوء بطريقة منظمة وميسرة دون الحاجة للنوم أمام إدارة الهجرة والجوازات بمجمع التحرير بالقاهرة، ودون الاضطرار للنزول أكثر من مرة لتقديم الأوراق عبر آلية تنظيم الدور واستلام الطلبات التي تم إقرارها مؤخراً.

ترك تعليق

التعليق