هل نجح "التكسي سرفيس" في الحد من أزمة مواصلات دمشق؟


قلّة عدد باصات النقل الجماعي الداخلي في العاصمة دمشق بالأعوام الأخيرة، أدّت لزيادة الازدحام المروري وأزمة غير مسبوقة في المواصلات، الأمر الذي دفع الدوائر الرسمية لدى نظام الأسد للبحث عن بدائل اسعافية سريعة تجنباً لكارثة قد تطرأ في أي وقت ونتيجةً لأي ظرف.

"التكسي السرفيس" إحدى البدائل التي عملت دوائر النظام على تعميمها وفعّلت منظومتها في منتصف العام 2017 بعد طرح الفكرة بمنتصف عام 2014 وتعثّر تنفيذها حينها بسبب عدم إيجاد صيغة التعرفة المناسبة.
 
ودخلت المنظومة خمسة خطوط سير "المواساة – جرمانا، المواساة - مشروع دمر، جسر فكتوريا - كفر سوسة، المواساة- دويلعة، اوتستراد المزة - كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في طريق المطار" بأجرة 250 ليرة سورية للراكب الواحد.

و"التكسي السرفيس" هي عبارة عن تحويل سيارات الأجرة العامّة إلى وسائل نقل جماعية، يستفاد منها أربعة ركاب في سيارة أجرة واحدة.

يُعاني سكان العاصمة صعوبة التّنقّل واضطرارهم لركوب وسائل نقل بأجور مرتفعة جداً ومُختلفة أثناء توجّههم لأعمالهم وجامعاتهم لكن خدمة "التكسي سرفيس" لم تُضيف حلّاً لطلّاب العاصمة بسبب الفارق الكبير بين أجرتها وأجرة وسائل النقل الجماعي، وذلك بحسب ما قاله لـ "اقتصاد"، الطالب الجامعي (م ، أ).

وأضاف الطالب: "نضّطر أحياناً لركوب "التكسي سرفيس" في أوقات الامتحانات إلّا أنّها لا تختلف عن "الميكرو سرفيس" في توقيت الوصول لذلك الكثير من الطلاب أخرج هذه الخدمة من قاموس حياته اليومية".

ولم تختلف وجهة نظر الموظّف (ج ، ع) عن سابقه حيث تساءل عبر "اقتصاد" كيف يُمكن أن تلقى منظومة "التكسي سرفيس" استحساناً وتبلغ أجرتها أكثر من نصف دولار أمريكي في الوقت الذي لا تتجاوز فيه أجرة الموظف في القطاعين العام والخاص 75 دولاراً شهرياً، أي حوالي 3 دولارات كُل يوم؟

يُضيف الموظف، "هذا إن افترضنا أنّ عدد الركاب في الرحلة الواحدة كاملاً ولم يتكلّف بقيّة الركاب بمبلغ أكبر نتيجة نقص راكب وتجنّباً للانتظار".

بينما السائق (ف، م)، يعمل على "سيارة تكسي سرفيس"، لا يأبه لارتفاع أجور "التكسي سرفيس" أو انخفاضها أو بقائها على ما هي عليه الآن، 250 ليرة سورية. وبحسب ما قال لـ "اقتصاد"، فلن يتغير شيء عند سائق السيارة أو مالكها، فكلّ المهن والأعمال في دمشق بالكاد تُساعد في تأمين تكلفة وجبة الطعام اليومية لعائلة صغيرة. والسائق كُل آخر يوم عمل يحصل على 30% من الأجور المُحصّلة من الركاب، ويذهب 30% ثمناً للبنزين، والباقي لمالك السيارة الذي يقع على عاتقه دفع الرسوم السنوية وتكاليف الإصلاحات والصيانة غير المُتناهية بسبب رداءة الطرق والمخالفات المرورية التي لا تنتهي.

 لذلك من الصعب أن نجد أحداً لاقت لديه منظومة "التكسي سرفيس" أيّ استحسان بالإضافة لكونها حلّاً اسعافياً في ظروف غير طبيعية.

في عام 2016 رفعت محافظة دمشق أجور سيارات "التكسي العادي" العاملة على البنزين لتصل إلى 46 ليرة سورية للكيلو المتر الواحد بفتحة عداد 31 ليرة سورية، بنسبة ارتفاع تجاوزت 27% عن قرار رفع الأجور ما قبل الأخير عام 2015، بينما كانت الأجور في 2011 لا تتعدى 6 ليرات للكيلو المتر الواحد.

ونتيجةً للحرب الدائرة فقد انخفض عدد تكاسي دمشق من 35 ألف مركبة عمومية إلى 25 ألف تكسي فقط.
 
في أكثرية بلدان العالم يلجأ المواطنون لركوب "التكسي" أو "التكسي سرفيس" بشكل طبيعي مُريح ويكون خياراً جيّداً لهم للتنقل بين المُدن وقضاء حوائجهم. بينما في دمشق التي وصلت فيها نسبة الفقر إلى 86,7% بحسب تقرير "مركز فيديل" تحتاج هذه العملية لـ "خطّة خمسينية" غالباً ما تنتهي بإقصائها عند وضعها على جدول المفاضلة ما بين "المكرو سرفيس، أو باصات النقل الجماعي، أو الدراجات الهوائية والسير على الأقدام".

ترك تعليق

التعليق