في مفاجأة غير متوقعة.. محكمة مصرية تعيد نجلي مبارك إلى السجن


بناء على أمر قاض، احتجزت الشرطة المصرية نجلي الرئيس الأسبق حسني مبارك على خلفية اتهامات تتعلق بالتلاعب في البورصة، حسبما قال مسؤولون أمنيون.

وقال المسؤولون إن محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد أبو الفتوح أصدرت أمر توقيف جمال وعلاء مبارك يوم السبت قبل تأجيل المحاكمة إلى 20 أكتوبر / تشرين أول المقبل.

نقل علاء، رجل الأعمال الثري، وجمال، الذي كان مرشحا لوراثة لحكم مصر بعد والده، إلى سجن كائن جنوبي القاهرة بعد الجلسة، بحسب المسؤولين الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم كونهم غير مخولين الحديث إلى الإعلام.

يأتي اعتقال الشقيقين كمفاجأة بالنظر الى ان إجراءات المحاكمة تمت دون أحداث تدفع لإعادة فتح القضية. ولم يتضح على الفور ما اذا كان اعتقالهما له أي علاقة بتحذير أطلقه رئيس تحرير صحيفة مقربة من الحكومة مؤخرا لجمال مبارك بالتخلي عن أي طموحات سياسية.

حكم على جمال وعلاء ووالدهما بالسجن ثلاث سنوات بعد إدانتهم في اتهامات مرتبطة بالفساد عام 2015، فيما عرف بقضية القصور الرئاسية. وتم إطلاق سراحهما بعد خمسة أشهر من بدء العقوبة، فيما تم إطلاق سراح والدهما العام الماضي. وأعاد الثلاثة الأموال التي اختلسوها للدولة.

احتجز الثلاثة لأول مرة في ابريل نيسان عام 2011 بعد الثورة التي أجبرت مبارك على التنحي بعد ثلاثين عاما في الحكم. وبعد محاكمة طويلة أطلق سراح مبارك وتمت تبرئته من تهمة قتل متظاهرين خلال الثورة على حكمه.

تجري المحاكمة الجارية حاليا بسبب شراء الشقيقين عددا كبيرا من اسهم مصرف مصري وسط مزاعم بأنه كان سيكون المستهدف بالاستحواذ من جانب مستثمر خليجي، في خطوة كان من المؤكد أن ترفع سعر السهم كثيرا.

وأحد الخمسة الذين تم اعتقالهم اليوم السبت هو المصرفي حسن هيكل، نجل الكاتب الشهير محمد حسنين هيكل - أحد مؤيدي الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر ومؤلف مجموعة من الكتب التي تعطي روايات لشخص مطلع عن حروب مصر وصنع السلام مع إسرائيل - توفي في عام 2016.

كان منع جمال من خلافة والده من الدوافع الرئيسية لانتفاضة عام 2011 ودعم الجيش لاحقا لها. وشهدت السنوات التي تلت ذلك محاكمة معظم أركان نظام مبارك بتهم الفساد أو إساءة استخدام السلطة ولكن تم تبرئة جميعهم تقريبا أو إطلاق سراحهم بعد سداد جزء من أو كل الأموال التي جمعوها بشكل غير قانوني.

لكن في حين يعيش معظم رموز نظام مبارك بهدوء على الهامش، وجد الموالون للرئيس مبارك من الدرجة الثانية طريقهم إلى الحياة العامة في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وخاصة في البرلمان المكتظ بمؤيدي الحكومة، فضلا عن وسائل الإعلام.

ومع ذلك ، فإن ظهور جمال مبارك المتكرر والاستقبال الحار نسبيا الذي تلقاه من أفراد الشعب أثار غضب أنصار السيسي.

وكان ياسر رزق، رئيس التحرير الذي يبدو الأقرب إلى السيسي، حذر جمال مبارك بشدة في مقال نشر في مايو / أيار من إخفاء أي طموحات سياسية. وأشار رزق إلى أن نجل مبارك ربما قد أقام تحالفا مع جماعة الإخوان المسلمين المحظورة للترشح للرئاسة عندما تنتهي فترة ولاية السيسي الثانية التي تمتد لأربع سنوات حتى العام 2022.

قاد السيسي إطاحة الجيش عام 2013 بأول رئيس منتخب في مصر بشكل حر محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، ومنذ ذلك الحين أشرف على حملة واسعة النطاق ضد مؤيديه وسجن الآلاف منهم بالإضافة إلى نشطاء علمانيين كانوا وراء انتفاضة 2011.

يحظر الدستور المصري على السيسي الترشح لولاية ثالثة، لكن مؤيديه يثيرون من حين لآخر شبح تعديل الدستور للسماح له بذلك أو لتمديد فترة ولايته.

وكان السيسي فاز بفترة رئاسة ثانية هذا العام في انتخابات كان منافسه الوحيد فيها سياسي مجهول يعرف عنه أنه من أشد مؤيديه.

ترك تعليق

التعليق