الوزير "الغربي"، والخبز.. وأشياء أخرى


لا أحد ينكر، أن أهم إنجاز قام به وزير التموين في حكومة النظام، عبد الله الغربي، منذ تسلمه مهامه في منتصف العام 2016، هو إعادة النهكة لرغيف الخبز بعد أن كاد يتحول إلى علف للحيوانات في فترة من الفترات. لكن أن يصبح هذا الإنجاز هو "المعادل الموضوعي" لجميع أعماله، فهذا يعني بأن ليس لديه ما يفعله، لهذا يعود بين الفترة والأخرى إلى الخبز، كما لو أنه الموضوع الوحيد الذي يستطيع أن يحقق الإنجاز به.
 
وهو ما بدا واضحاً من خلال عجزه عن ضبط الأسواق وتخفيض الأسعار كما وعد أكثر من مرة، لذلك لجأ في الخطوة التالية، بعد أن أعاد البياض إلى رغيف الخبر، إلى فكرة أخرى وهي تصغير الرغيف بحجة مكافحة الهدر في الطحين والمحروقات، لكن سرعان ما اكتشف القائمون على صناعة الخبز، بأن ذلك على العكس، تسبب بزيادة استهلاك المحروقات، وبالتالي زيادة التكاليف على الحكومة.

وتعاني أغلب الأفران حالياً، في مدينة دمشق على وجه التحديد، من أزمة ازدحام، بسبب إصدار الغربي لقرار آخر، قبل عدة أشهر، يقضي بتخفيض كميات الطحين الموزعة على الأفران، لنفس الحجة التي ادعى فيها بأن تصغير الرغيف يقلل من كميات استهلاك الطحين، وهو ما أدى إلى انتشار تجارة ربطات الخبز من جديد على الأرصفة والتي تباع بـ 200 للربطة، إلا أن ذلك لم يدفع وزير التموين لمكافحة هذه الظاهرة والشكاوي الكثيرة بشأنها، بل قام بإصدار قرار غريب من نوعه، ادعى فيه أنه يريد الحفاظ على صحة "المواطن"..!!
 
القرار وبحسب جريد "الوطن" التي نقلته، يلزم بموجبه كافة معتمدي مادة الخبز التمويني بوضع الخبز بأكياس نايلون صحية وضمن صناديق بلاستيكية مخصصة ومعدة لنقل الخبز بشكل دقيق وسليم ووفق كميات محددة، مع اتخاذ العقوبات المنصوص عليها بحق المخالفين.

ونص القرار على وضع 6 ربطات خبز على مستويين ضمن كل صندوق، على أن يكون طول الصندوق لا يقل عن 80 سم والعرض لا يقل عن 40 سم والارتفاع لا يقل عن 15 سم، ويتم وضع 3 ربطات خبز على المستوى الواحد بهدف وصول مادة الخبز إلى المواطنين بشكل صحي وطازج ويحد من نسبة الهدر في المادة بحسب "الوطن".

معلقون على وسائل التواصل الاجتماعي، سخروا كثيراً من هذا القرار ورأوا أن الوزير يعيش في عالم آخر، وطالبوه بدل هذا "العلاك المصدي" بحسب وصف أحدهم، بالنزول إلى الأفران ومشاهدة حالات الازدحام، والمعارك التي تحدث أمامها، والكرامات التي تهدر من أجل الحصول على مؤونة الخبز اليومية للأسرة.

ترك تعليق

التعليق