"مدير مدينة اللاذقية".. منصب مجهول، وشخص فاسد يبتز النساء


تناقلت وسائل إعلام محلية في الساحل السوري خبر إعفاء "آصف يونس"، مدير مدينة اللاذقية، من منصبه. وحملت ردود الأفعال على الخبر الكثير من إشارات الاستفهام، ولم تخلُ من الشتائم لـ "دولة الواسطة والتشبيح"، حسب ما ورد في التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي.

تشنّج الردود لم يكن من قرار الإعفاء أو سببه، بل من التسمية التي كان يحملها المدير المقال، حيث أن أحداً لم يسمع بمسمى وظيفي في المحافظة يطلق عليه "مدير مدينة اللاذقية"، ولم تُعرف مهمته والأعمال الموكلة له.

"س.كريم"، قاض في المدينة قال لموقع "اقتصاد" إن النظام الداخلي والتوصيف الإداري للمحافظة لا يشتمل على مثل هذا المنصب، "ولا ندري من أين أتى به وزير الإدارة المحلية". ودعا القاضي إلى محاسبة الوزير لخروجه عن القانون الذي سنّته وزارته ذاتها.

وأضاف في اتصال هاتفي مع "اقتصاد": "لا نعلم متى تمت تسمية هذا الشخص، أو موعد استحداث هذا المنصب الإداري، كما أننا لم نسمع بوجوده في محافظات ومدن أخرى، يبدو أن لمحافظة اللاذقية ميزة تفوق نظيراتها السورية بارتفاع سقف الواسطة والتشبيح على المواطن وكيان الدولة". ورجح أن التسمية وجدت لهذا الشخص المجهول بعينه وستزول معه.

متابعو الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي أكدوا أنهم لم يعرفوا المدير المذكور، ورجحوا أن يكون شخصاً مقرّباً جداً من موقع القرار، "وإلا ما معنى إستحداث منصب له وإحضاره لشغله"، غير أن بعضهم استغرب إقالته، "مادام مدعوماً إلى هذه الدرجة".

حاولنا معرفة شيء عن هذا المدير المقال، آصف يونس. بحثنا في الانترنت، سألنا كثيراً من الأشخاص في اللاذقية والقرداحة تحديداً، لكننا لم نجد ما يشير إليه سوى اشتراك شخص يحمل هذا الاسم في عدد من مجموعات التعارف بين الجنسين في سوريا على الانترنت.

رأس خيط دلّنا عليه الناشط الإعلامي محمد الساحلي في اللاذقية بإشارته إلى أنه سمع من شخص في المدينة أن يونس كان موظفاً في وزارة التعليم العالي. هنا بات الأمر يسيراً، اتصلنا بأحد موظفي الوزارة فزوّدنا بالمعلومات التالية:

"آصف يونس من إحدى قرى اللاذقية، وكان مديراً للعلاقات العامة في وزارة التعليم العالي في الفترة من 1995 إلى العام 2000، خاض صراعاً مريراً على المنصب مع الدكتور بسام أبو عبد الله الذي بات خلال الثورة محللاً سياسياً معروفاً ينطق باسم النظام، وخسر آصف معركته فتم نقله إلى مديرية المشافي في الوزارة ومن بعدها إلى مشفى الأطفال كمدير إداري".

 وأشار الموظف إلى أن أخباره انقطعت منذ العام 2005 قبل أن يعود للواجهة مع خبر إقالته من المنصب المجهول في اللاذقية.

وأضاف الموظف خلال الاتصال مع "اقتصاد" أن آصف يونس، كان دائماً يتبجح بقرابة تصله باللواء جميل الحسن، عدا عن صداقة تربطه بعدد كبير من ضباط القصر الجمهوري. "كان يدعوهم إلى الولائم التي تقيمها الوزارة لضيوفها وخلال المؤتمرات والورش التي تعقدها، وهي كثيرة جداً".

لم يبين قرار وزير الإدارة المحلية سبب إقالة "مدير مدينة اللاذقية" من منصبه. لكن وسائل إعلام محلية أشارت إلى أن السبب يكمن في أن المدير المذكور كان يحاول ابتزاز نساء "الشهداء" لإقامة علاقات جنسية معهم، وقد تقدمت إحداهن بشكوى للمحافظة مدعومة بصور لدردشة له معها على الواتس أب يطلب منها ممارسة الجنس مقابل مساعدتها في قبض الأموال التي تعطى لأسر الشهداء، فيما نشرت إحدى صفحات الساحل صوراً فاضحة للمذكور مع إحدى زوجات "ضحايا الجيش العربي السوري".


ترك تعليق

التعليق