ظاهرة خطف وقتل المراهقين والأطفال في برزة.. من المتورط؟


تؤرق ظاهرة الخطف، أهالي وسكان حي برزة، شرق العاصمة دمشق. فالجرائم التي بدأت بخطف أطفال أثناء عودتهم من مدارسهم، أصبحت تطال اليوم شباباً في سن المراهقة.

أبرز الحوادث، كانت العثور على جثة فتى، قبل حوالي شهرين تقريباً، يتراوح عمره بين (10 -12) سنة. وكانت جثة الفتى مرمية بالقرب من طريق الحنبلي في الحي، وتحديداً بالقرب من نقطة "عمر المختار"، كما سُميت في فترة سيطرة الجيش الحر على المنطقة، قريباً من مبنى الوسائل التعليمية.

واتضح أن جميع الأعضاء، حتى العينين، سُرقت من الجثة، حسب شهادة مصادر داخل الحي.
 
العثور على جثة الفتى خلقت نزاعاً بين أهالي حي برزة، وأهالي عش الورور الملاصق له، ذي الغالبية العلوية. فقد اتضح أن الفتى من أبناء عش الورور، لذا اتهمت اللجان المسلحة المتواجدة في عش الورور عناصر المصالحة في حي برزة، بعملية الخطف. في حين رد عناصر المصالحة باتهام لجان عش الورور، بالعملية، بغاية إعادة إحياء النزاعات بين الطرفين. ذلك أن أهالي القتلى من أبناء عش الورور ينتقدون حتى اليوم عدم محاسبة النظام لـ "قتلة" أبنائهم، على حد وصفهم، وزجهم، بدلاً من ذلك، في صفوف قواته.

الأمر كاد أن يتطور إلى نزاع مسلح قبل أن تتدخل لجان مدنية من الحيين لفض النزاع.
 
عناصر النظام، كانت قد قامت بتثبيت دوريات أمام مدارس الحي، عقب آخر عملية خطف طالت طفلة في التاسعة من عمرها، أثناء خروجها من مدرستها في مطلع العام الجاري. وكانت تلك العناصر، قد أغلقت جميع مداخل الحي الفرعية بعوارض اسمنتية تاركة المدخلين الرئيسيين (مسجد السلام - طريق الحنبلي)، مفتوحين، أواخر العام المنصرم، وذلك بعد عملية خطف طالت طفلاً في حارة المسيحية قرب المدخل الواقع من جهة الكوسكو.
 
شاهد عيان من سكان حي برزة، اتهم عناصر تابعة للنظام في عمليات الخطف، وتحدث لـ "اقتصاد"، شريطة عدم الكشف عن اسمه، ليروي حادثة تدلل على صدقية اتهامه، فقال: "قبل حوالي الشهر ونصف الشهر فقدت أم ولدها البالغ من العمر 15 عاماً في الحي. لتجد بعد حوالي ثلاثة أيام شاباً في 17 أو 18 من من العمر يرتدي ملابس ابنها، فقامت على الفور بتبليغ عناصر النظام في ثكنة الخدمات الواقعة عند مدخل الحي من جهة مسجد السلام. عناصر النظام قاموا بدورهم باعتقال الشاب إلا أنهم حذروا والدة المخطوف أنها في حال رفعت دعوى على المشتبه به فسيتم سجنها هي أيضاً لعدم امتلاكها أدلة كافية والاتهام بالخطف يعتبر خطيراً، على حد وصفهم".

يتابع شاهد العيان: "والدة الشاب المخطوف انسحبت دون رفع دعوى على المشبته به، وذلك خوفاً من السجن. في حين قام عناصر النظام بإطلاق سراح المشتبه به على الفور".
 
شاهد العيان الذي تحدث لـ "اقتصاد" أكد أن الدوريات التي قام النظام بنشرها داخل الحي متواجدة على مدار الساعة بحيث لا يمكن لشخص القيام بجريمة خطف وقتل، دون أن ينتبهوا له.
 
حادثة أخرى رواها شاهد العيان، والتي تؤكد أكثر ضلوع عناصر النظام بعمليات الخطف وخصوصاً المسؤولين منهم عن ثكنة الخدمات، حيث قال: "دخلت امرأة منزل امرأة أخرى، مُسنة، بالقرب من طريق مشفى تشرين العسكري، قبل حوالي أسبوعين، وقامت بضربها على رأسها، وحاولت سرقة المصاغ الذهبية التي بحوزتها. المرأة المُسنة تمكنت من الدفاع عن نفسها ما أجبر المرأة الأخرى على الهرب".

المرأة المُسنة، أو "الحجة"، كما تُعرف في الحي، انتقلت إلى مشفى "ابن النفيس". وهناك حضرت الشرطة لأخذ إفادتها فأخبرتهم أن المرأة التي تعدت عليها، محتجزة لدى عناصر الخدمات، بعد أن قام الأقارب بالتبليغ عنها. فتوجهت دورية تابعة للشرطة لاستلام المرأة المحتجزة من ثكنة الخدمات، ليجدوا أن عناصر الخدمات قد قاموا بإخلاء سبيلها.

تمكن "اقتصاد" من الحصول على إفادات أخرى لشهود عيان، داخل حي برزة، تؤكد جوانب من القصص السابقة، التي سردناها آنفاً.

ويعتقد بعض سكان حي برزة، أن الفلتان الأمني في الحي يعود إلى تواجد عدد كبير من المدنيين داخله ليسوا أصلاً من أبناءه أي أنهم قدموا من مناطق أخرى من داخل العاصمة أو من أطرافها أو حتى من محافظات أخرى، واستقروا داخل الحي.

ويشبّه بعض أهالي حي برزة، حيّهم اليوم، بمناطق النظام. فمن له صلة قرابة أو صديق داخل الأمن أو الجيش من سكان الحي، يستطيع القيام بما يريد. في حين يعيش القسم الآخر تحت رحمة من سبق ذكرهم.

ترك تعليق

التعليق