داريا.. رغم كل التعهدات، مقام "سكينة" المزعوم، لا يزال كتلة من الركام


لم يشهد المزار الشيعي الذي يدعى مقام "السيدة سكينة"، والذي أنشأته إيران في 2003 بمدينة داريا بريف دمشق، أي عمليات إصلاح أو ترميم على الرغم من الوفود الإيرانية التي زارت المقام المهدم عقب إخلاء المدينة في آب 2016 والتي وعدت بالإسراع بترميم المقام وفقاً لمصادر محلية.

وأوضحت صورة التقطها لـ "اقتصاد" أحد المدنيين الذين دخلوا داريا الأسبوع الماضي، الدمار الكبير الذي طال المقام والمنازل المجاورة. وقال المصدر إن البناء لا يزال على حاله حتى اليوم.


وفي تشرين الأول 2017 زار وفد إيراني مدينة داريا لتفقد مقام سكينة وفقاً لصحيفة "المدن" اللبنانية.

وقالت الصحيفة "إن مشروع ترميم مقام سكينة في مدينة داريا، المهجورة بعد طرد سكانها، قد تم توكليه إلى المتعهد الإيراني رضا الواحدي". ونقلت عن الواحدي قوله في زيارته إلى مقام سكينة مع وفد إعلامي أنه "سينتهي سريعاً من إعادة ترميم المقام، ليتمكن الزوار من الحضور إليه". واعداً بحسب الصحيفة بشق طريق من السيدة زينب جنوبي دمشق إلى مقام سكينة غربها، لـ"خدمة زوار المقام".

ومنذ بداية الحملة العسكرية على داريا في تشرين الثاني 2012 حاولت قوات النظام السيطرة على مقام سكينة الذي يشكك الأهالي بوجوده أصلاً. وسعت قوات النظام لإحكام قبضتها على المزار الشيعي لرمزيته ولكسب تأييد الميليشيات الشيعية في حملتها على داريا.

وبعد أشهر من القتال تمكن النظام من السيطرة على قبو المبنى وذلك في العام 2013. وفي 2015 تمكن الثوار من استعادة القبو وطرد النظام من كامل مبنى المقام حتى إخلاء المدينة.

وقال مقاتل من مدينة داريا كان يرابط على جبهة المقام لـ "اقتصاد" إن القتال حينها كان عنيفاً. وأضاف "عقب سيطرة النظام على القبو قمنا بإغراقه بالمياه وبإشعال النيران داخله لطرد النظام".

وتابع المقاتل: "كان النظام يمطرنا بصواريخ الفيل ما أدى لتدمير جزء كبير من المبنى المشيد بالإسمنت المسلح لكن البيوت المتاخمة غدت كومة من الأنقاض".

وخلال المعارك حرص إعلام النظام على بث تقارير وجولات تلفزيونية داخل قبو المقام ضمن حملته لكسب تعاطف إيران والمقاتلين الشيعة الذي شاركوا في العمليات القتالية على داريا.

وقال مدنيون من داريا لـ "اقتصاد": "كان يتوافد آلاف الإيرانيين إلى المقام قبل الثورة للحج ما أكسب المنطقة المحيطة بالمبنى أهمية تجارية كبيرة حيث افتتحت المتاجر والبسطات لبيع الأقمشة ومختلف البضائع للوافدين الشيعة".

ترك تعليق

التعليق