مصادر: "حيلة" روسية جديدة للالتفاف على رفض اللاجئين السوريين للعودة


كشفت مصادر عن تحركات روسية سرية لإعادة اللاجئين السوريين في الدول الإقليمية المجاورة (تركيا، لبنان)، واصفين ذلك بـ"الحيلة الجديدة" للتغطية على فشل جهود موسكو في تحريك هذا الملف.

وأشارت المصادر الحقوقية إلى قيام شخصيات محسوبة على المعارضة بالتواطؤ مع روسيا، بعقد لقاءات مع أوساط اللاجئين في بعض المدن التركية لحثهم على العودة إلى سوريا، بضمانات من روسيا.

واتهم رئيس "تجمع المحامين السوريين الأحرار" غزوان قرنفل، كلاً من "محمد النعيمي" المسؤول في "الرابطة السورية لحقوق اللاجئين"، والمدعو "فوزي سعد الدين" (رجل أعمال سوري)، بعقد لقاءات وإقامة فعاليات في المدن التركية المكتظة باللاجئين (كلس، عنتاب، أنطاكيا)، لحث اللاجئين على العودة بضمانات روسية.

وبحسب حديث قرنفل لـ"اقتصاد" فإن زعيم "تيار بناء الدولة"، لؤي حسين، هو من يشرف على هذا البرنامج الممول روسياً، والذي يستهدف اللاجئين السوريين في كل من تركيا ولبنان، كاشفاً عن مداولات لعقد لقاءات أخرى في مدن تركية جديدة مثل إسطنبول ومرسين، وكذلك في بيروت.

وقال "بالنظر إلى أن لبنان يعتبر خاصرة رخوة في ملف اللاجئين السوريين، بسبب رغبة الحكومة هناك بإعادة اللاجئين مهما كان الثمن، فإن من المحتمل أن تنشط هذه الشخصيات بالعمل هناك"، مؤكداً أن ما يجري ليس نشاطاً فردياً، وإنما نشاط تموله دول في الخفاء، وهو حيلة جديدة من حيل روسيا.

ومن المهم بحسب قرنفل، أن يتم تسليط الضوء على مثل هذه "النشاطات المشبوهة"، التي قد يترتب عليها ضياع عائلات بأكملها، جراء الاعتقالات التي تطال أفراد العائلات العائدة إلى سوريا، من قبل النظام وأجهزته الأمنية.

ووصف رئيس "تجمع المحامين السوريين الأحرار"، العودة من دون التوصل إلى حل سياسي ومن دون الحصول على ضمانات دولية بـ"المخاطرة"، متسائلاً "هل الأولوية الآن لعودة اللاجئين، أم للتوصل إلى حل شامل يضمن نهاية المأساة السورية".

لكن، وعلى الطرف المقابل، نفى المدير التنفيذي في "الرابطة السورية لحقوق اللاجئين"، مضر حماد الأسعد، أي علاقة للرابطة بزعيم تيار بناء الدولة، لؤي حسين، مؤكداً على رفض أعضاء الرابطة التعامل مع حسين، أو روسيا، أو أي دولة أجنبية.

واعتبر الأسعد أن "الزج باسم لؤي حسين متعمد بهدف التشويش على عمل الرابطة التي تقوم على قضايا اللاجئين السوريين"، وأردف "سنسمع اتهامات كثيرة، ولن نلتفت إلى الوراء، بينما حقيقة كانت اللقاءات غير ممولة من أحد، بل من حساباتنا الخاصة".

وقال لـ"اقتصاد" إن الرابطة منذ تأسيسها أخذت على عاتقها الاهتمام بالشؤون القانونية والحقوقية للاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن وغيرها من دول العالم، إلى جانب التواصل مع المنظمات الأممية لرعاية شؤون اللاجئين.

وعن تحركات الرابطة في ملف "إعادة اللاجئين" أكد الأسعد أن الرابطة عمدت إلى تشكيل لجنة "إعادة اللاجئين والمهجرين والإعمار" لتمكين اللاجئين السوريين من حقوقهم في الداخل والخارج، موضحاً أن لدى اللجنة معايير في حال تحققت فسيتم حينها العمل على إعادة اللاجئين.

ومستعرضاً المعايير، أوضح أنها "تبدأ بإسقاط نظام الأسد، وتشكيل هيئة حكم انتقالي، وصولاً إلى إشراف دولي على عودة اللاجئين المهجرين قسراً"، مشدداً على رفض "الرابطة" عودة اللاجئين دون تحقيق كل ذلك.

وكان زعيم "تيار بناء الدولة"، لؤي حسين، قد دعا في أكثر من مرة اللاجئين السوريين الموجودين في الخارج إلى العودة، مدعياً أن روسيا تضمن عدم ملاحقتهم.

وقال في وقت سابق على صفحته الشخصية في "فيسبوك": "كل من يرغب بالعودة إلى سوريا، خاصة الموجودين في لبنان والأردن، ويحتاج إلى ضمانات أمنية من عدم الملاحقة أو الاستدعاء للمخابرات، وضمان توفر الغذاء والدواء، أدعوه للعودة، وكل من يريد أن يدخل دون أن يغير في موقفه السياسي، ودون أن يكون مضطراً لشكر أحد، أو الهتاف لأحد، يمكنه التواصل معي وأنا أرشده إلى السبيل الآمن".

وحتى الآن، يبدو أن المساعي الروسية بتحريك ملف إعادة اللاجئين السوريين فشلت، بسبب رفض اللاجئين العودة إلى جانب عدم التجاوب من الأطراف الدولية مع الدعوات الروسية المتكررة بهذا الصدد.

ترك تعليق

التعليق