اتهامات لجهات بالتحريض على السوريين.. الاحتقان في نهايته بأورفا التركية


لا يزال الهدوء في مدينة أورفا التركية حذراً، وسط سعي حثيث من السلطات التركية، من خلال فرض المزيد من الإجراءات الأمنية لتدارك التأثيرات السلبية التي خلفتها حادثة الشجار بين عائلة سورية وأخرى تركية، والتي وقعت الخميس الماضي، وراح على إثرها قتيلين من الأتراك.

وفي آخر التطورات، أكد مصدر خاص لـ"اقتصاد"، قيام السلطات التركية باعتقال 8 أشخاص سوريين من المتهمين بعملية القتل، إلى جانب 75 شخصاً تركياً متورطاً بالاعتداء على السوريين وممتلكاتهم، و15 تركياً آخر بتهمة التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح المحلل السياسي السوري "محمود الماضي"، وأحد وجوه العشائر العربية في المدينة، أن التوتر والاحتقان الذي خلفته حادثة الشجار، لا زال مخيماً على مدينة أورفا، مشيراً إلى حرص غالبية السوريين على عدم الخروج من المنازل إلا للضرورات القصوى.

واتهم في حديثه لـ"اقتصاد"، جهات من خارج قبيلة "بني عجل" (عائلة القتلى الأتراك)، باستغلال الحادثة المدانة للتحريض على السوريين، من بينها جهات على ارتباط بحزب العمال الكردستاني التركي، وأفرعه السورية.

وما يدلل على اتهامات "الماضي"، رفض قبيلة "بني عجل" الاعتداء على السوريين، وإدانتها الأعمال التخريبية التي طالت ممتلكات السوريين.

وفي الشأن ذاته، أشار "الماضي"، إلى عقد والي أورفا اجتماعاً مع بعض الشخصيات السورية الفاعلة على مستوى المدينة، لتدارك تداعيات الاحتقان، مشيراً إلى طلب الوالي من السوريين الالتزام في منازلهم في هذه الأيام، ريثما يتم تطويق المشكلة.

ورأى المحلل السياسي أن السوريين لا يتحملون وزر الأخطاء الفردية، الموجودة لدى كل الشعوب.

من جانبه، أشاد المنسق العام للرابطة السورية لحقوق وشؤون اللاجئين، مضر حماد الأسعد، بدور السلطات التركية الفاعل بإيقاف الأعمال التخريبية التي قام بها "الغوغاء".

وقال لـ"اقتصاد"، إن "الأمور وصلت لنهايتها بعد سيطرة الشرطة والأمن التركي على الوضع الأمني"، مشيراً إلى تورط بعض الجهات المعادية للدولة التركية والشعب السوري، بالأعمال التخريبية التي طالت مصالح السوريين.

وأكد الأسعد، الذي كان حاضراً في الاجتماع الذي عُقد مع والي أوروفا، أن الوالي اتفق أن يذهب مع الوفد السوري لتأدية العزاء لعائلة القتلى.

وأشار بالمقابل إلى قيام وفد من السوريين بأوروفا بالاجتماع مع ممثل الخارجية التركية لشؤون السوريين السفير عدنان كججي، للخروج من الأزمة، كاشفاً عن تقديم الوفد مقترحات عديدة من شأنها كسر حدة الاحتقان الذي يسود المدينة.

ويزيد عدد اللاجئين السوريين في مدينة أورفا عن 500 ألف، غالبيتهم من أبناء المحافظات الشرقية السورية (الرقة، الحسكة، دير الزور).

ترك تعليق

التعليق