هذه دلالات لقاء آل خليفة بالمعلم.. ما علاقة إعادة الإعمار؟


إلى جانب موجة السخرية والجدل، أثار لقاء وزير الخارجية البحريني خالد بن حمد آل خليفة، بنظيره لدى نظام الأسد وليد المعلم الكثير من التساؤلات عن دلالاته والخطوات اللاحقة.

وكان الوزير البحريني، في معرض تعليقه على اللقاء، قال إن لقاءه بنظيره السوري وليد المعلم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة "لم يرتب له مسبقاً"، موضحاً أن اللقاء "كان ضمن الحراك العربي لحل الأزمة السورية".

وأضاف آل خليفة، أن "الأراضي السورية يجب أن تعود إلى سيطرة الحكومة"، مشيراً إلى أن أي جهد لإعادة اللاجئين السوريين إلى "وطنهم مطلوب ويجب ألا يعترض عليه أحد".

وأكد أنه "ليس اللقاء الأول بيننا". فهل كان لقاءاً عابراً فعلاً؟، أم للقاء دلالات مرتبطة بعملية إعادة الإعمار؟

تمهيد لتحرك سعودي

وفي رده على هذه التساؤلات، أوضح الباحث السوري والمشرف العام على موقع "السبيل"، أحمد دعدوش، أن أهمية هذا اللقاء "العابر" تأتي من حقيقة أن البحرين ليست سوى الحديقة الخلفية في نظر السلطات السعودية، مبيناً أن "التحركات الدبلوماسية البحرينية في العادة إما أن تكون من نوع المناكفات التي لا تحب السعودية أن تتورط فيها أو خطوة تمهيدية لتحرك تقوم به الرياض لاحقاً".

وأشار في حديث لـ"اقتصاد" إلى تراجع السعودية التي يديرها ولي العهد محمد بن سلمان عن كل التصريحات السابقة بشأن رحيل بشار وتحديد مشكلتها مع إيران فقط، لافتاً إلى ما كشفته بعض التسريبات عن محاولات سعودية لإغراء الأسد بالمليارات والدعم السياسي مقابل تخليه عن إيران ودون أي اكتراث لمطالب الشعب.

ولفت دعدوش، إلى البيان الذي أصدرته السعودية ومصر والإمارات والبحرين ضد "التدخل التركي والإيراني" في سوريا فقط، دون أي إشارة للمجازر التي ترتكبها روسيا، وقال "بات من الواضح أن السعودية لا تجد حرجاً في الانقلاب على موقفها الداعم سابقاً للثورة السورية، حتى أصبح دعم الثورة تهمة تستحق الإعدام كما رأينا في لائحة اتهام الشيخ سلمان العودة مؤخراً".

إعادة الإعمار

وعن الخطوات اللاحقة لما بعد اللقاء، قال دعدوش إن "السعودية ستحاول قريباً إيجاد مبررات جديدة لسياسة التطبيع مع بشار بعدما أعلنت إدارة ترامب نفسها أن رحيل بشار لم يعد ضرورياً، ما يعني أن على جميع الأطراف الإقليمية أن تجد لها طريقة للتراجع عن العنتريات السابقة وأن تتقرب من بوتين القيصر المسيطر على المنطقة، وأن تحاول الحصول على نصيبها من كعكة إعادة الإعمار".

رسالة سعودية

ولم يذهب الباحث في العلاقات الدولية نواف الركاد، بعيداً عن ما ذهب إليه دعدوش، وقال لـ"اقتصاد": "إن اللقاء رسالة سعودية للنظام السوري كون البحرين يأتمر بأوامر النظام السعودي وهو حليف في مواجهة قطر وإيران والإخوان المسلمين، وفي هذا مزيد من التقارب من قبل نظام بن سلمان تجاه نظام الأسد".

وأضاف الركاد، أن هناك استشعار بعدم معنى الصراع مع النظام السوري في ظل عدم إيمان السعودية بالأصل، بالثورات العربية وما جلبته من صعود للإسلاميين إلى واجهة الأحداث السعودية.

لكنه استدرك "يعتقد ابن سلمان واهماً بأن السياسات والاستراتيجيات قد تتغير بمعسول الكلام وإظهار النوايا الطيبة، لكن في الحقيقة العلاقة بين نظام الأسد وإيران هي علاقة دم ولحم لا انفكاك بينهما".

من حانبه، هاجم السياسي السوري والبرلماني الألماني السابق الدكتور جمال قارصلي، الوزير البحريني، معتبراً أن اللقاء بوزير النظام السوري هو فعل مشين حتى لو كان عابراً، لأن ذلك يعد تجاهلاً لكل الجرائم المرتكبة بحق السوريين، ومساساً بمشاعر كل العائلات السورية التي فقدت الشهداء.

بالون اختبار

ومقابل ذلك لم يستبعد قارصلي في حديث لـ"اقتصاد"، أن يكون اللقاء بمنزلة بالون اختبار لقوة علاقة النظام السوري بإيران، وعلق بالقول "لكن ذلك لم يعد مجدياً، فالأطراف العربية بعيدة عن المسألة السورية، ولا دور لها، وحتى النظام أصلاً لم يعد له دور".

وبناء على القراءة السابقة، يعتقد السياسي السوري، أن نتائج اللقاء غير مهمة لا للنظام ولا للملف السوري وتحديداً النتائج الاقتصادية منها، لأن هذه الأطراف جميعاً (العربية) فقدت دورها في التأثير على شكل الحل السوري، الذي بات تحت الوصاية الدولية.

ترك تعليق

التعليق