عودة خجولة إلى ريف حماة الشمالي.. عقب اتفاق سوتشي الأخير


عاد آلاف النازحين إلى بلدات ريف حماة الشمالي وذلك عقب عودة الهدوء الذي خلفه اتفاق سوتشي بين أنقرة وموسكو إلى هذه المناطق التي تعرضت للاستهداف على مدار السنوات الماضية. تقارير تحدثت عن عودة 50 ألف نازح بينما نفت مصادر مطلعة هذا الرقم مؤكدة اقتصار العودة على النازحين الجدد الذين هربوا بالآلاف خلال الأشهر الماضية بسبب اشتداد القصف.

"عبد الرزاق الصبيح" وهو ناشط صحفي مهتم بريف حماة الشمالي تحدث عن عودة محدودة وبطيئة جداً كون القصف لم يتوقف تماماً على بعض البلدات المتاخمة لمناطق نفوذ النظام.

وقال الصبيح لـ "اقتصاد": "تقريباً لم تعد سوى العائلات التي نزحت منذ أشهر عندما اشتد القصف على كامل المنطقة. أما النازحون القدامى فلم يعد منهم سوى 5 بالمائة تقريباً".

250 عائلة إلى اللطامنة

في العام 2014 شهدت بلدة اللطامنة موجة نزوح كبيرة جراء استهدافها المستمر من قبل النظام منذ تلك الفترة كونها متاخمة لمناطق النظام حيث تطل على العديد من حواجز قوات الأخير.

تقلص عدد السكان في اللطامنة إلى 300 عائلة فضلت البقاء على الرغم من القصف. وعقب الاتفاق الأخير عاد قرابة 250 أسرة لتضم البلدة اليوم 600 أسرة كما يؤكد السيد "حسام الحسن" رئيس المجلس المحلي لبلدة اللطامنة.

الحسن قال لـ "اقتصاد": "الحياة تعود تدريجياً بعد توقف القصف. اللطامنة كانت بمثابة منطقة عسكرية حيث تتعرض دائماً للقصف والمعارك أما في الوقت الراهن فقد توقف الاستهداف تماماً".

يعود إلى اللطامنة أسرتان أو ثلاثة يومياً. "العودة خجولة" -يؤكد الحسن- وذلك بسبب تخوف الأهالي من عودة القصف مرة أخرى. في حال تم تنفيذ الاتفاق يمكن الحديث عن أعداد أكبر.

مورك.. عودة 4 آلاف

قال "مرعي حلبي" المدير الإداري بمجلس مدينة مورك إن قرابة 4 آلاف شخص عادوا إلى المدينة فور الإعلان عن اتفاق سوتشي.

وأضاف لـ "اقتصاد": "في ظل الهدوء الذي سببه وجود نقطة مراقبة تركية قريبة من المنطقة عاد الكثير من السكان". كان عدد السكان قبل هذا الهدوء لا يتجاوز 4 آلاف نسمة وبعد تمركز الأتراك بدأ المئات بالعودة لمنازلهم.

الاتفاق الأخير الذي عقد في سوتشي شجع المئات على العودة أيضاً. يقول مرعي الحسن "عدد السكان حالياً يقارب 13 ألف نسمة".

بلدة كفر زيتا شهدت عودة قرابة 2500 شخص فور الإعلان عن الاتفاق. يقول "عبد المنعم عرفات" من مكتب إحصاء كفر زيتا لـ "اقتصاد": "الذين عادوا بالفترة الأخيرة بعد اتفاق سوتشي لا يتعدون نسبة 10 بالمائة من النازحين الذين يتجاوزون 25 ألف نسمة. يعيش الآن في المنطقة أكثر من 10 آلاف نسمة فقد كانت كفرزيتا تضم 8 آلاف قبل الاتفاق".

تعاني مناطق الريف الشمالي لحماة من ضعف في الإمكانيات وغياب أبرز الخدمات. في اللطامنة جميع المدارس متوقفة في ظل غياب الكهرباء إضافة لكون جميع الخدمات تحت الصفر.

تمكن القائمون على البلدة من إعادة بعض الحياة للبلدة في ظل الهدوء عبر تخديمها بضخ المياه وإعادة تأهيل مدرسة وترميم مسجد.

أما مورك فتعاني من ضعف كبير في الإمكانيات. والمدينة تشهد غياباً كبيراً لمعظم الخدمات. بينما كانت بلدة كفر زيتا هي الأوفر حظاً نتيجة وجود خدمات أفضل وعودة الحياة إليها في ظل الهدوء الذي نجم عن الاتفاق الأخير.

ترك تعليق

التعليق