خالد المحاميد.. هل انتهت ثورته بفتح معبر نصيب؟


ليس مصادفة أن يتزامن إعلان رجل الأعمال خالد المحاميد عن استقالته من الهيئة العليا للمفاوضات، مع فتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن. بل إن خروجه من العمل السياسي عبر هذه الاستقالة، يكون قد حقق جميع أهدافه التي أعلن عنها صراحة في أكثر من مقابلة تلفزيونية و"ناضل" من أجلها داخل المعارضة السياسية، وهي عودة مؤسسات النظام للعمل في درعا، ومن ثم فتح معبر نصيب، وهو ما تحقق بالكامل وبفضل جهوده في هيئة المفاوضات مع النظام، وأدواته في المعارضة المسلحة في الداخل عبر "زلمته" أحمد العودة الذي استسلم للروس وسلمهم قوة الجيش الحر بالكامل في درعا.. ما يشير إلى أن الرجل انتهت ثورته من الناحية النظرية والعملية، لهذا قدم استقالته..
 
خالد المحاميد، وبالذات لمن يعرفه عن قرب قبل العام 2011، وبعد انطلاق الثورة السورية، لا بد أن يتذكر أنه كان أحد الأدوات التي استخدمها النظام بقوة، للقيام بدور الوساطة مع المتظاهرين وأرباب الدم من أهالي درعا الذين سقطوا شهداء بيد مخابرات النظام، من أجل إنهاء الثورة والمظاهرات.

وكان بالإضافة إلى ذلك معروفاً عنه قربه من مخابرات النظام، التي سهلت له في وقت سابق إقامة العديد من الاستثمارات الضخمة في درعا، والتي كان أهمها معمل الأقراص الليزرية، الأول من نوعه على مستوى المنطقة، حيث بلغت تكلفة إنشاءه أكثر من 200 مليون دولار في ذلك الوقت.. وللغرابة فإن المعمل لم يصب بأذى حتى يومنا هذا، والأغرب من ذلك، أن المحاميد وبالرغم من عمله المباشر مع المعارضة وفي قيادتها، إلا أن النظام لم يعمد إلى مصادرة ممتلكاته كما فعل مع الكثيرين غيره، سواء من رجال الأعمال أو من الناشطين السياسيين العاديين..!
 
الكثير من أهالي درعا المطلعين على وضع خالد المحاميد وعلاقاته مع السلطة والمخابرات قبل العام 2011، عبروا عن استغرابهم لانضمامه للمعارضة والعمل داخلها، وهم يرون أن المحاميد اتخذ هذا الموقف، ليس إيمانه منه بـ "قذارة" هذا النظام، وإنما خجلاً وخوفاً من أبناء عشيرته، الذين تساقط منهم الكثير من الشهداء وبعضهم من النخب الثقافية المعروفة على مستوى المحافظة.

ويقول أحد أبناء درعا والذي يمت بصلة قرابة للمحاميد، في تصريح خاص لـ "اقتصاد" طالباً عدم الكشف عن اسمه، أنه منذ العام 2012، ومنذ أعلن خالد المحاميد انضمامه للثورة ودعمها، وهو في حالة شك كبيرة، من أن يكون هذا الموقف نابعاً من قناعاته وإيمانه بالثورة، لأنه يعلم جيداً أنه بعيد كل البعد عن اتخاذ موقف أخلاقي إلى جانب أهله، في الوقت الذي تعتبر مخابرات النظام ذات فضل كبير عليه وعلى صناعته كرجل أعمال..
 
فهو بحسب هذا الشاهد من أقاربه، كان نكرة قبل العام 2005، لكن فجأة سطع نجمه، وأصبح ضيفاً مرحباً به على جميع قادة الأفرع الأمنية في درعا، ثم امتد نشاطه إلى دمشق، حيث أصبح يُستقبل في مكاتب المسؤولين الكبار، بمن فيهم بشار الأسد ذاته.

ويضيف، أنه كان يتابع جميع لقاءات المحاميد التلفزيونية، إلا أنه لم يقع له على أي تصريح يدين فيه النظام بقوة، ويصفه بالمجرم كما كان يفعل غيره من المعارضين، بل كان على الدوام موارباً في حديثه، ويحاول أن يقف في منطقة وسط، لا يظهر فيها موقفه الحقيقي بشكل واضح.

ويختم هذا الشاهد، بأن المحاميد حقق حلمه بإنهاء الثورة في درعا، وفتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن، متوقعاً أن تكون الخطوة التالية له، هي الدخول إلى سوريا، والعودة إلى إعادة إدارة استثماراته هناك، بالإضافة إلى مساعدة النظام في استقدام مستثمرين من الخارج من أجل المشاركة في مشاريع إعادة الإعمار.

ترك تعليق

التعليق