معبر البوكمال.. هل سيُفتتح بسهولة كما حدث في "نصيب"؟، وهل له قيمة اقتصادية؟


كشفت وسائل إعلام روسية عن زيارة قريبة سيقوم بها وفد تابع للنظام إلى بغداد لبحث فتح معبر "البوكمال" الحدودي بين البلدين.

وأوضحت وكالة "سبوتنيك" الروسية نقلاً عن المتحدث باسم الخارجية العراقية، أنه تم بحث فتح المعبر خلال زيارة وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، إلى دمشق خلال الأسبوع الماضي.

وبينما يبدو أن الإعلان عن افتتاح المعبر سيكون قريباً، يرى غالبية المحللين أن وجود تنظيم الدولة وسيطرته على أجزاء من البادية السورية، التي تصل المعبر بالعاصمة دمشق، يعيق الإعلان عن هذه الخطوة، ويجعلها خطوة صعبة ليست بذات السهولة التي جرى بها فنح معبر نصيب بدرعا، ومنهم مدير "مركز الشرق" الإعلامي، فراس علاوي.

وفي حديثه لـ"اقتصاد" رأى علاوي، أن الصعوبة لا تكمن في افتتاح البوكمال، وإنما في تأمين القوافل على الطرقات البرية عبر البادية السورية، لاسيما من هجمات تنظيم الدولة.

وأضاف أنه "من المرجح أن يقوم النظام والحكومة العراقية بفتح المعبر، لكن بربطه مباشرة بمدينة البوكمال، لتكون المدينة الخاضعة للسيطرة الإيرانية، نقطةً للعبور باتجاه الداخل السوري عبر طريق ديرالزور- البوكمال ومن ثم ديرالزور- دمشق، أو عن طريق مطار ديرالزور".

وبحسب علاوي فإن الصعوبات ذاتها قد تكون موجودة على الجانب العراقي من الحدود، حيث ينتشر عناصر لتنظيم الدولة في بادية الأنبار وبالقرب من مدينة القائم العراقية، مستدركاً بالقول: "لكن عملية فتح المعابر هي خطوة سياسة يقوم بها نظام الأسد بدفع من روسيا، لتأكيد سيطرته على المنطقة، وبالتالي فإن المعبر سيُفتح رغم ما ذكرناه من عوائق".

من جهته رأى الصحفي في شبكة "فرات بوست" صهيب الجابر، أن فعالية المعبر والجدوى الاقتصادية من إعادة افتتاحه معدومة بسبب تواجد التنظيم على ضفتي نهر الفرات، إلى جانب حالة الفلتان الأمني التي تشهدها مناطق سيطرة النظام بسبب انتشار مليشيات إيرانية وعراقية وأفغانية غير منضبطة.

وأشار لـ"اقتصاد" إلى تدهور الوضع الأمني في المنطقة سواء بدون افتتاح المعبر أو العكس.

وحسب الجابر فإن المعبر يتمتع بأهمية كبيرة بسبب المنطقة المتواجد فيها، والتي تعتبر بوابة إيران على سوريا ولبنان، وقال إن "هذه المنطقة تعتبر آخر معقل لإيران في سوريا، وإيران تتحدى من هذه المنطقة كل الأطراف التي تريد إخراجها من سوريا، وهي تقول للجميع إن وجودنا في سوريا مستمر".

أما المحلل الاقتصادي، والمفتش المالي المنشق عن النظام، منذر محمد، فإنه يقلل من أهمية افتتاح المعبر على الصعيد الاقتصادي، متسائلاً عن نوعية البضائع التي ستعبر من خلاله.

لكنه استدرك بالقول في تصريح لـ"اقتصاد": "كل ذلك لا يعني أن افتتاح المعبر ليس أمراً هاماً على الصعيد السياسي، وتحديداً للنظام الذي يريد أن يقول أنه خرج منتصراً من الحرب، وكذلك لإيران حتى تثبت مشروعها بالسيطرة على طريق بري يصل أراضيها عبر العراق بسوريا ولبنان".

أما الباحث بالعلاقات الدولية نواف الركاد، فأوضح أن معبر البوكمال ليس مصنفاً كمعبر دولي رسمي من قبل الأمم المتحدة، وقرار فتحه مؤجل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بذريعة أن المنطقة غير آمنة.

وقال في حديثه لـ"اقتصاد" إن "الولايات المتحدة، لا ترغب بأن يكون المعبر جسراً برياً لإيران إلى سواحل صيدا وصور، كما أنها لا ترغب بمنح روسيا فرصة فوز استراتيجية في إطار المكاسرة السياسية بين البلدين، وهي أيضاً لا تريد أن يحظى النظام بفرصة سانحة للتبادل التجاري البري مع العراق كون تكاليفه رخيصة ومربحة بشكل كبير للطرفين".

وبالمقابل اعتبر أن مشكلة الولايات المتحدة أنها لا تملك شريكاً موثوقاً به لتسليمه المعبر، مرجعاً ذلك إلى غياب الاستراتيجية الأمريكية الواضحة في سوريا عموماً وفي شرق سوريا خصوصاً.

ترك تعليق

التعليق