لماذا تتراجع الليرة السورية من جديد؟


قلل حاكم مصرف سورية المركزي، الخاضع للنظام، حازم قرفول، من تراجع الليرة السورية مقابل الدولار، والذي تجاوز في السوق السوداء حاجز الـ 480 ليرة سورية مقابل 434 ليرة في السوق الرسمية، واصفاً هذا التراجع بأنه محدود وبسيط ولا يؤثر على حركة الاستقرار التي شهدتها الليرة خلال الفترة الماضية.

وقال قرفول تعليقاً على تراجع سعر صرف الليرة السورية خلال المؤتمر الصناعي الثالث الذي عقد في حلب، قبل ثلاثة أيام، إن سياسة المركزي تقوم على معالجة أسباب الانخفاض وليس أخذ إجراءات سريعة لملاحقة تقلبات السعر.

وكانت الليرة السورية شهدت تحسناً بسيطاً مع فتح معبر نصيب منتصف الشهر الماضي، لكن سرعان ما بدأت بالتراجع، لتكسر حاجزاً لم تتجاوزه منذ عدة أشهر، أيام العمليات العسكرية التي كان يقوم بها النظام على مناطق المعارضة.

وعبّر متعاملون في أسواق العملة داخل العاصمة دمشق في تصريحات خاصة لـ "اقتصاد"، عن رأيهم في أسباب تراجع الليرة السورية، بأنه يعود للقبضة الأمنية التي فرضها النظام على العاصمة دمشق من جديد، بالإضافة إلى أنباء الاعتقالات والاغتيالات الكثيرة في مناطق المصالحات بالقرب منها، إذ أعطت شعوراً نفسياً لأصحاب التجارة ورؤس الأموال بأن الوضع في سوريا بعيد جداً عن الاستقرار.

وأشار أحد الناشطين في دمشق، إلى أن النظام زاد من قوة الحواجز الأمنية على مداخل المدينة، خلال الأسبوعين الماضيين، ودعمها بتجهيزات توحي بأنها سوف تبقى مدى الحياة في مكانها، هذا بالإضافة إلى وضع الحواجز الطيارة داخل العاصمة دمشق، والتي تقوم بالاعتقالات العشوائية، وعرقلة حركة المرور، الأمر الذي أدى إلى اختناقات في الشوارع الرئيسية، يتحدث عنها المسؤولون بكثرة، لكنهم لا يذكرون أسبابها الحقيقية.

وتوقع مطلعون على أسواق الصرف، بأن النظام إذا استمر في سياسة إرعاب الناس، فإن الليرة السورية سوف تشهد المزيد من التراجع حتى نهاية العام الحالي، مشيرين إلى أنه في حالة الخوف غالباً ما يلجأ الناس إلى البحث عن الأمان في أموالهم، والتي يُعتبر الدولار أبرزها.

ترك تعليق

التعليق