18 حريقاً.. وعامود الكهرباء هو المجرم في القرداحة


تكبدت محافظة اللاذقية خسائر ماديّة كبيرة نتيجة اشتعال 18 حريقاً في منطقة القرداحة خلال يوم واحد، أتت على مئات الهكتارات من الغابات الحراجية، والفاعل معلوم للجميع، وسلطات الأسد تقيّدها ضدّ مجهول.

تدمير مقصود للغابات
 
تشهد منطقة القرداحة تكرار حوادث الحرائق، التي تقضم الغابة الجبلية، من أشجار السنديان والعزر والشيح والآرز والبلّوط والغار والقطلب والصنوبر.
 
تنشط ورشات تابعة لشبان من عائلة الأسد في قطع الأشجار، الكبيرة المحترقة للورشات الصناعيّة، والصغيرة من أجل التدفئة في كل من محافظة طرطوس واللاذقيّة وصولاً إلى حمص ودمشق وحلب، وما تبقّى من أغصان صغيرة تتحول إلى فحم للتدفئة والشوي، والأكثر جودة من أجل الاستمتاع بالأراكيل في المنازل والمقاصف والمقاهي.

تتوجّه السيارات المحملة بالفحم والأخشاب برفقة سيّارات دفع رباعيّ مزوّدة بالأسلحة الرشاشة أو سيّارات سوداء "مفيّمة" تقلّ شبيحة من أجل حمايتها، ومنع اعتراضها على الطرقات العامّة من قبل الدوريات.

وتعود الفوائد الماديّة في النهاية لتدخل خزائن أطفال يافعين من أبناء العائلة الحاكمة، أو ليصرفوها في الملاهي والحانات على ملذّاتهم ورغباتهم التي لا تشبع.

خسائر كبيرة في الأملاك العامة

قدّرت مديريّة زراعة اللاذقية قيمة الخسائر الماديّة التي تكبّدتها الغابات في منطقة القرداحة بأكثر من مئتي مليون ليرة سوريّة خلال يوم واحد، نظراً لتأخر عمّال الإطفاء، وامتناع الأهالي عن المساعدة لأنهم يعلمون الغاية من إشعالها، ولأن لهم مصلحة خاصّة بقطع أخشاب التدفئة والتفحيم.

كما تكلّفت محاولات إخمادها أكثر من "3" ملايين ليرة.

ولا تقف الخسائر المادية عند ذلك بل تمتدّ لتشمل تكلفة إعادة التشجير وسنوات النمو بالنسبة للأراضي المحروقة التي تبقى أملاك دولة.

تحاول مديرية الزراعة إدخال أموال إلى خزينتها بطرح الغابات المحروقة للاستثمار في المزاد العلنيّ، ولا يجرؤ أحد بالتقدم إلى المزاد إن لم يكن من آل الأسد أو عاملاً عند أحدهم، وغالباً يُنظم مزاد وهميّ لينال المسؤول عن الحريق منهم مكافأته، ويحصل على ما كان يرمي إليه، ويأتي على ما تبقى من الغابة من أجل تحويلها إلى أراض زراعيّة، مستخدماً بلدوزرات وآليّات مديريّة الزراعة بشكل مشروع بعد حصوله على رخصة الاستثمار، لتأتي المرحلة الأخيرة وهي تسجيل العقار المحروق في الدوائر العقارية باسمه.

المواطن العاجز

ويبقى المواطن السوري الذي يعيش في مناطق سيطرة الأسد في دور المتفرج العاجز، يعلم من الفاعل ويعلم أن المسؤولين يعلمون من الفاعل، والكل لا يستطيع أن ينبس ببنت شفة، ويبقى الفاعل مجهولاً في الضبوط الرسمية، أو يتحمّل عامود الكهرباء المسؤولية.

كتبت غيداء رجب "الله يتلطف فينا يوم بحرف الصليب ويوم باللاذقية ويوم بالعامود ويوم بالعنّازة، أين مخفر الاحراش أين المسؤولين عن هذه الأمور، ألله يستر".

وكتب نزار زوان: "ياجهات مسؤولة اضبطوا، "الشعب مابينترك عكيفو ماض لشي إلا خرب".

وتساءل "جنادة تمرة – معقول هيك وما حدا قادر يعرف مين ورا هالقصص وتركينها هيك عطول والله غريبة؟".

قال مهندس زراعي يعمل في زراعة القرداحة لموقع "اقتصاد"، "الفاعلون هم أبناء الأسد، والمستفيدون من نتائج الحريق هم أبناء الأسد، ومن يتملّك أملاك الدولة المحروقة هم أبناء الأسد، ومن أصبح مالكاً لغالبية المنطقة هم أبناء الأسد، ومن يريد أن يتأكّد من ذلك فليحاول الوصول إلى السجلّات العقارية، وسيعلم كم هي مصيبتنا كبيرة مع آل الأسد، ولابد أن يفرجها الله ويخلص سورية من آل الأسد".

ترك تعليق

التعليق