لهذه الأسباب يرفع النظام إتاواته على البضائع مع إدلب


تزيد الإتاوات التي تتقاضاها حواجز النظام على الطريق بين مناطق النظام والمنطقة المحررة شمالي سوريا من حدة أسعار عشرات السلع والبضائع في دمشق، ومع ذلك يصر النظام عبر هذه الحواجز على فرض مبالغ كبيرة جداً تتجاوز ضعف سعر البضاعة في بعض الأحيان.. عدد من المطلعين داخل إدلب تحدثوا عن أسباب هذه الإتاوات الباهظة.. إليكم أهمها.

تقصد النظام إطلاق أيدي ضباطه المتواجدين على الحواجز كون المبالغ التي يحصلون عليها لقاء تمرير عشرات الشاحنات المحملة بالبضائع من وإلى دمشق يومياً تشكل أحد مصادر الدخل للنظام وذلك عن طريق الترفيق الذي تحتكره الفرقة الرابعة التي يرأسها ماهر الأسد شقيق رئيس النظام كما يشير "أسامة العمر" نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة سورية الحرة.

ويعني الترفيق أن على أي تاجر يريد تمرير بضاعته الاتصال بمكاتب تابعة للفرقة الرابعة التي ترسل بدورها عناصر لحراسة الشاحنة أو الشاحنات التجارية مقابل مبلغ مادي يذهب لجيب النظام وفقاً لتعبير العمر.

وبحسب العمر هناك أسباب أخرى أهمها أن من يدير هذه الحواجز "هم من المرتزقة. لذلك يعملون على مبدأ النهب قدر المستطاع كونهم غير دائمين في هذا المكان". إضافة إلى أن السماح لعصابات النظام وحتى موظفيه بالسرقة تعتبر سياسة قديمة لا تزال متبعة لدى النظام.

المعلومات الخاصة بالترفيق أكدها أيضاً الناشط الصحفي المختص بشؤون ريف حماة الشمالي "عبد الرزاق الصبيح" الذي تحدث عن انتشار حواجز الفرقة الرابعة بالقرب من معبر مورك بريف حماة حيث تفرض هذه الحواجز مبالغ كبيرة كي ترافق الشاحنات على الطريق الدولي حتى دمشق. الصبيح أكد أن من يرفض الترفيق يتعرض لإيقاف تجارته وهو ما جعل العديد من التجار يمتنعون عن بيع البضائع إلى مناطق النظام شجعهم على ذلك أن المبالغ المطلوبة كبيرة وتؤدي إلى رفع سعر البضاعة.

من جانبه ألمح "شحود جدوع" العضو في مكتب حماة الإعلامي إلى أن السبب الرئيسي لارتفاع حجم الإتاوات يتمثل في أنه "لا قانون يحكم حواجز النظام بل يمتلك قائد أي حاجز مع عناصره حرية التصرف". تغاضي النظام عن هذا الأمر يعود إلى رغبته في ابتزاز الناس وتهديدهم بالسجن أو المصادرة وإرهابهم.

يقول جدوع "إطلاق يد الشبيحة مقصود ويهدف لانتقام النظام من المعارضين ومن جانب آخر يسعى النظام إلى إسالة لعاب مقاتليه النظاميين والمرتزقة حيال عملية النهب هذه، لما تدر عليهم من مرابح".

تأتي فكرة توجيه ضربة للزراعة في إدلب على رأس الأولويات كون الإتاوات تساهم في تخفيض الأسعار ما يجعل من الزراعة في المناطق المحررة مهنة خاسرة.

عدم وجود الأخلاق لدى حواجز النظام وضعف المحاسبة والرقابة من قبل النظام أدى لجعل هذه الحواجز أشبه بمافيات اقتصادية وفقاً لتعبير "مرعي حلبي"، عضو في مجلس مورك المحلي. المقاتلون الذين لم يجدوا أي قيمة لدماء السوريين فقتلوا وساهموا بتدمير مدن كاملة ليس لديهم أي مشكلة في نهبهم. فـ "المهم هو الحصول على أكبر قدر من المال".

ترك تعليق

التعليق