"اقتصاد" يتحقق من طبيعة نشاطات "بطريركية أنطاكية" في الغوطة


تناقلت مصادر إعلامية عديدة، مؤخراً، أنباءً عن نشاطات وُصفت بـ "المشبوهة" تقوم بها "بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس"، التي تحظى بدعم روسيا، في بلدات من الغوطة الشرقية. وألمحت بعض تلك المصادر إلى أن نشاطات البطريركية قد تحمل أهدافاً تبشيرية، على المدى البعيد.

ويعاني سكان الغوطة الشرقية، في ريف دمشق، من ظروف معيشية سيئة للغاية، نظراً للتضييق الذي يمارسه النظام عليهم، منذ سيطرته على المنطقة، قبل عدة أشهر. ومع حجم الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية، وقلة فرص العمل، وصعوبة الانتقال من داخل الغوطة إلى دمشق، وبالعكس، بسبب القيود التي فرضها النظام، يصعب على الكثير من أهالي المنطقة، توفير احتياجاتهم المعيشية.

في ظل هذه الظروف، نشطت "بطريركية أنطاكية" تحت مسميات "خيرية". لكن نشطاء نظروا إلى تلك النشاطات بعين الريبة. وللتحقق من طبيعة تلك النشاطات، تواصل "اقتصاد" مع مصادر داخل الغوطة الشرقية، طلبوا جميعاً عدم الكشف عن أسمائهم، لأسباب أمنية.

أحد تلك المصادر أكد قيام "بطريركية أنطاكية" بتوزيع مساعدات على أهالي بلدات بالغوطة الشرقية، تضمنت سلال غذائية ومنظفات وأدوات منزل. وقال المصدر إن عدد العائلات المستفيدة بلغ قرابة الـ 40 عائلة.

وكانت مصادر إعلامية قد تحدثت عن قيام البطريركية بعقد ندوات وزيارة المدارس وعرضها أفلاماً وتوزيع كتيبات صغيرة تعريفية عن جمعية خيرية تتبع لها. كما قالت المصادر إن البطريركية استولت على منطقة في بلدة عين ترما، كانت مخصصة لبناء كنيسة للمسيحيين الكاثوليك. وبدأت بدلاً من ذلك، ببناء كنيسة للروم الأرثوذكس، في تلك المنطقة.

لكن مصادرنا قالت إن البطريركية عقدت ندوة واحدة فقط، في مدينة عربين. وبالنسبة لمشروع بناء الكنيسة المشار إليها، نفى مصدر مطلع صحة هذا الخبر. ولم يتمكن "اقتصاد" من إيجاد مصدر آخر يؤكد أو ينفي ذلك.

يُشار إلى أنه لا يوجد رعايا للبطريركية في الغوطة الشرقية، الأمر الذي سبب استهجاناً حيال نشاطاتها، في أوساط المراقبين.

ولم يجد "اقتصاد" أي دلائل على نشاطات تبشيرية، حسب ما جمعه من معلومات من المصادر التي تمكن من التواصل معها في المنطقة.

يُشار إلى أن المقر الرئيسي لـ "بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس"، في دمشق. وتعتبر أكبر كنيسة في سوريا، إذ يبلغ عدد أتباعها، حوالي مليون نسمة. وتتمتع الكنيسة بعلاقات وثيقة مع موسكو.

ترك تعليق

التعليق