تجار في إدلب يتحدثون عن تأثير ارتفاع الدولار على أعمالهم


لماذا ارتفع الدولار إلى هذا الحد؟، سؤال حيّر التجار في أسواق إدلب. وقال بعضهم، في تحقيق ميداني لـ "اقتصاد"، إنهم تضرروا جراء التدهور غير المسبوق لسعر صرف الليرة السورية، بعد استقرار نسبي دام قرابة العام.

ورصد "اقتصاد" ارتباكاً كبيراً وغلاءً في أسعار بعض السلع.

ويبدو أن التجار الذين تضرروا جراء تدهور الليرة، هم الذين يعتمدون على الاستيراد من تركيا. فيما كانت الأضرار غير ملحوظة في أعمال تجار يستوردون بضائع من مناطق سيطرة النظام، ويتعاملون بالليرة السورية.

لكن كثيراً من التجار في أسواق إدلب يعتمدون فعلياً على الاستيراد من تركيا. لذا فإن ارتفاع الدولار سرعان ما انعكس على الأسواق.

وقال صاحب محل ألبسة رجالية، إنه خسر جراء ارتفاع الدولار. مشيراً إلى أن الارتفاع كان مفاجئاً وغير مبرر. وقال: "أنا بضاعتي كلها مستوردة من تركيا، وأدفع ثمنها بالدولار، وأبيعها بالليرة السورية. لذلك أنا مضطر الآن لرفع الأسعار، كنتيجة لارتفاع تكلفة البضاعة علي، بعد ارتفاع سعر الدولار".

وعقّب: "لكن للأسف أغلب الناس لا يقدرون هذ الشيء، وحينما نقول لهم، ارتفع الدولار، يقولون (شو دخل الدولار بالبضائع؟)".

وأضاف: "أضطر أحياناً للبيع برأس المال، كي أستمر في السوق، وكي لا أخسر زبائني تماماً، وذلك يرتب علي خسائر في الشحن وإيجار المحل".

وفي حالة مماثلة، قال بائع عطورات في إحدى أسواق إدلب، في تصريحات لـ "اقتصاد"، إن ارتفاع الدولار كان غير متوقع للتجار في المناطق المحررة. وأضاف بأن أغلب بضائع المناطق المحررة هي مستوردة، ويتم الدفع لقائها، بالدولار، الأمر الذي انعكس خسارةً على الكثير من تجار السوق، في الأيام القليلة الماضية، حسب وصفه.

وأضاف: "أنا كبائع عطورات خسرت في كل غرام عطر ما يقارب 10% من سعره الأصلي".

وعقّب: "أتمنى أن ينخفض سعر صرف الدولار كي يتحسن البيع والشراء، لأن الأسواق شهدت جموداً كبيراً بعد ارتفاع الدولار".
 
وعلى خلاف الحالتين السابقتين، قال صاحب متجر لألبسة الأطفال، إنه لم يتأثر بارتفاع الدولار، لأنه يستورد بضاعته من مناطق سيطرة النظام، ويدفع لقائها بالليرة السورية، ويبيع بالمفرق، بالليرة السورية.

لكنه أكد أنه لاحظ ارتفاعاً في أسعار الكثير من السلع في إدلب، بسبب ارتفاع الدولار، منها مواد أولية ومحروقات.

وفي محل للصرافة في إدلب، كان ارتفاع الدولار مثيراً للريبة. وقال صاحب المحل، في تصريحات لـ "اقتصاد": "أرجح أن يكون النظام وراء ذلك، ليسحب الليرة السورية من المناطق المحررة ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير وملحوظ. فهدف النظام من وراء هذه العملية هو إثقال السوري بهموم دائمة تتعلق بلقمة عيشه".

وعقّب: "لا يوجد أي سبب مقنع يجعل الدولار يرتفع".

واستطرد: "لقد تضررت جراء ارتفاع الدولار. لكنني أظن أنه سيعود إلى سعره الطبيعي، بعد فترة قصيرة".




ترك تعليق

التعليق