عقل مدبّر من "آل الأسد" يرتب عملية بيع آثار لتجار من حزب الله


قبض فرع الأمن الجنائي في اللاذقية على عصابة للتنقيب عن الآثار وتهريبها، وضبط مجموعة من القطع الأثرية تقدر قيمتها بمئات ملايين الليرات السورية، كانت معروضة للبيع لوسطاء من حزب الله اللبناني.

جشع اللصوص يكشفهم

ضبطت جنائيّة اللاذقيّة في مطلع هذا الشهر "300" قطعة أثريّة متنوعة "حجريّة ومعدنيّة وزجاجيّة وفخاريّة" مختلفة الأحجام والأشكال، كانت العصابة تحاول عرضها للبيع.
 
وقبضت على كل من "أسامة ديوب، وعدنان سوسو"، بينما فرّ بقية أعضاء العصابة، وينتمي معظمهم لعناصر سابقين في ميليشيات الدفاع الوطني، بالإضافة إلى عنصرين من منطقة جبلة كانا يعملان مع ميليشيات حزب الله اللبناني.

وتم مصادرة القطع أثناء محاولة بيعها لتجار وسطاء ينتمون إلى حزب الله اللبناني، جاؤوا خصيصاً من أجل هذا الأمر، وتمكنوا من مغادرة سوريا دون اعتراض من أية جهة أمنية لهم.

وحسب مصدر خاص لموقع "اقتصاد" من داخل فرع الأمن الجنائي في مدينة اللاذقية فإن "إلقاء القبض على شخصين في العصابة تم بعد وقوع خلاف بين أفراد العصابة على تقاسم الأموال التي كان من المتوقع الحصول عليها نتيجة بيع الآثار".

ونتيجة الخلاف فيما بينهم تم الإبلاغ من أحدهم عن مكان تواجد الآثار وزمان اللقاء مع تجار حزب الله.

آثار حقيقية ومزورة

وبعد ضبط القطع وعرضها على الخبرة تبين وجود "155" قطعة ثرية أصليّة والباقي كان مزوراً.

وكشف المصدر لـ "اقتصاد" أنه تمّ القبض على عدد آخر من الأشخاص المطلوبين بعد ثبوت تورطهم نتيجة التحقيقات. وتحفّظ المصدر على ذكر أسمائهم خشية نفوذ أقربائهم، ولكنّه أكّد أنّ مجموعة منهم أقرباء لعائلة الأسد، وأنّ الرأس المدبر للمجموعة هو أحد أبناء العائلة الحاكمة.

وأضاف المصدر أنّ قسماً من الآثار يعود لمحافظة إدلب وقسم ثانٍ تم الحصول عليه من منطقة تدمر والبادية السوريّة عن طريق تنظيم "الدولة الإسلامية"، ومجموعة تم استخراجها من مواقع أثرية في منطقة القرداحة، وتحديداً مكان اندلاع الحرائق التي تمت في مطلع هذا الشهر ونهاية الشهر الماضي.
وأشار المصدر أن "عدنان سوسو" المقبوض عليه تمّ إجباره على التعامل مع العصابة بصفته متخصّصاً بعلم الآثار لتحديد المواقع الأثرية عن طريق تحليل الإشارات الأثرية، وتمييز الآثار المزوّرة عن الصحيحة فقط، تحت طائلة التهديد بإيقاع الأذى بأسرته.

الآثار مصدر لثراء ضباط الأسد

وحصل موقع "اقتصاد" على معلومات من أحد موظفي القصر العدلي باللاذقية عن وجود قضايا كثيرة تتعلق بالآثار، منظورة أمام محاكم بداية الجزاء ومحكمة الجنايات.

وكشف المصدر أن مهنة التجارة بالآثار الحقيقية والمزيفة أصبحت شائعة، ومصدراً مهماً للحصول على الثروة، ويختص بها مجموعات غالبيتها من الذين حملوا السلاح وقاتلوا إلى جانب قوّات الأسد، وعملوا بالتنقيب عن الآثار في المناطق التي قاتلوا بها، مثل حقل شاعر في البادية، ومنطقة تدمر، ودير الزور.

وأضاف: "يوجد أيضاً عصابات تعمل في ريف اللاذقية، وخاصة في منطقة القرداحة، وجبلي الأكراد والتركمان بعد خروج فصائل الثورة منهما. وهذه العصابات تعمل بإشراف ضبّاط عسكريّين بحماية ضبّاط مخابرات تابعين لأفرع الأمن في اللاذقيّة".

وقال مدرس التاريخ "أحمد – ع" لموقع "اقتصاد": "لقد باع آل الأسد سوريا وقبضوا ثمنها، والآن يبيعون تاريخها، ويسعون للحصول على المال بأية طريقة تحضيراً للفرار من البلد بما حصلوا عليه من أموال حرام"، حسب وصفه.

ترك تعليق

التعليق