الزراعات التكثيفية الخريفية في درعا.. مصدر دخل جيد للمزارعين


ما أن ينتهي فصل الصيف ويبدأ فصل الخريف، حتى يبادر عشرات المزارعين في محافظة درعا، لتهيئة قسم من أراضيهم الزراعية، وتحضيرها لوضع الغراس الخضرية الخريفية، والتي تشمل أنواعاً عديدة من الخضار، أبرزها الكوسا، البازلاء، الفاصوليا، البندورة، اللوبيا، والذرة الصفراء، الملفوف، الزهرة، وغيرها من المحاصيل الزراعية الخضرية، التي تشكل مصدراً اقتصادياً مقبولاً للأسر الريفية، يسهم في تغطية بعض نفقاتها، خارج إطار مواسم المحاصيل الزراعية الرئيسية.

ويشير المهندس الزراعي صلاح الدين المحمود، إلى أن الزراعات التكثيفية الخريفية، تبدأ مع بداية شهر آب، وتنتهي مع بداية كانون أول من كل عام، وهي شكل من أشكال الاستثمار الاقتصادي الأمثل للأراضي الزراعية الخصبة في غير مواعيد زراعاتها الأساسية.

ولفت إلى أن الفلاح الحوراني، لجأ إلى ممارسة هذا النشاط الزراعي منذ عشرات السنين؛ نظراً لأهميته في تحقيق أرباح معقولة من خلال تأمين حاجة السوق المحلية من الخضار الطازجة بشكل مستمر، إضافة إلى تأمين عشرات فرص العمل لأفراد الأسر، وللعمال الموسميين.

ولفت المحمود إلى أن هذا النوع من الزراعات، شهد تراجعاً كبيراً خلال فترة الحرب التي تعيشها البلاد؛ بسبب الظروف الأمنية السيئة، وعدم توفر مقوماتها الأساسية، وغلاء أسعار مواد الإنتاج. لكنها بدأت تعود من جديد، مع تحسن الوضع الأمني في بعض المناطق، لا سّيما في الريف الغربي والشمالي.

من جهته لفت مصدر من مديرية زراعة النظام، إلى أن المديرية، وبعد أن استعاد النظام سيطرته على الجنوب السوري، باتت قادرة على الوصول إلى جميع مناطق المحافظة.

وأضاف أن عمليات الإشراف والمتابعة لواقع المحاصيل الزراعية في جميع المناطق، ستعود إلى ما كانت عليه قبل العام 2011، حسب وصفه، وذلك من خلال الوحدات الإرشادية الزراعية، التي سيتم تفعيل عملها وأنشطتها في المناطق التي كانت خارج سيطرة النظام، بشكل تدريجي.

وأشار المصدر إلى أن خطة الزراعات التكثيفية التي وضعتها مديرية زراعة النظام في درعا، تشمل نحو 1550 هكتار، خصص منها أكثر من 900 هكتار لزراعة البندورة، بينما خصص القسم الباقي لزراعة النباتات الورقية والخضرية.

من جهته أكد محمد عبد الخالق، 48 عاماً، وهو مزارع قديم، أن الزراعات التكثيفية رغم قلة إنتاجها وتكاليفها المرتفعة في هذه الظروف، إلا أنها مربحة، وتؤمن بعض النفقات الضرورية والتعويضية للأسر خلال فصل الشتاء ومتطلباته الكثيرة.

وأضاف أنه يعمل في الأرض منذ عشرات السنين، وأن أسرته تعتمد العمل الزراعي كمورد أساسي للدخل، موضحاً أن الفلاح يربح ويخسر وهذا الأمر تم التعود عليه.

وقال: "عندما تتوفر الظروف المناخية الملائمة والتربة الخصبة ومياه الري فإن باقي الصعوبات تحل"، مشيراً إلى أنه تمكن قبل نحو ثلاث سنوات؛ من حفر بئر في أرضه الزراعية، كلفه نحو 2 مليون ليرة سورية، وبدأ منذ ذلك الحين يقطف ثمار تعبه، من خلال زراعة أكثر من موسم، الأمر الذي أمن لأسرته فرص عمل ثابتة، ودخلاً مادياً جيداً.

وأضاف أنه يزرع في أرضه البالغة مساحتها نحو ثلاثين دونماً، كل أنواع المحاصيل الزراعية الخضرية، الشتوية والصيفية، وأن حياته وحياة أسرته، تغيرت بشكل جذري منذ ثلاث سنوات، رغم الصعوبات التي تعيشها البلاد.

وأشار إلى أن من أهم الصعوبات التي تواجه المزارعين خلال هذه الفترة، انتشار الحواجز العسكرية، وعدم القدرة على تسويق المنتجات، وتحكم التجار أحياناً بعمليات البيع والشراء، وفرضهم أسعار غير مناسبة، إضافة إلى ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج، ومواد المكافحة الزراعية ومعظمها غير متوفر بشكل كبير.

فيما لفت أبو عصام العبدالله ،60 عاماً، وهو مزارع أيضاً، إلى أنه يزرع كل عام نحو عشرين دونماً بالخضار المتنوعة، لافتاً إلى أنه يستأجر الأرض بالضمان لموسم زراعي كامل.

وأضاف أن أجرة دونم الأرض تتراوح ما بين ستة آلاف، وسبعة آلاف ليرة سورية، موضحاً أنه يستخدم الأرض للزراعات الخضرية "البساتين" إضافة للمحاصيل الزراعية الأخرى.

وقال إن عمله هذا يحقق له فوائد كثيرة منها؛ إيجاد مصدر دخل جيد لا سّيما خلال فصل الشتاء، إضافة إلى تأمين فرص عمل لجميع أفراد أسرته، التي تتكون من عدة أفراد بينهم أبنائه وزوجاتهم وأحفاده.

ترك تعليق

التعليق