بالصوف والسنارة.. حياكة ملابس الأطفال أكثر من هواية لأمهات في إدلب


في ركن البيت الدافئ تجلس السيدة "هبة "حاملة بيدها كرتين من الصوف الملون وسنارة صغيرة، وما هي إلا ساعات قليلة حتى تحول الكرات لجاكيت صغير مزركش وأنيق، ثم تعود لتختار كرات صوف مختلفة، منهمكة بالعمل مجدداً.

تقول هبة إنها ورثت هذه الهواية عن والدتها ولكنها كانت لا تتقنها جيداً وتحسن صنع شال أو خف صغير فقط، ودأبت على البحث في مواقع التواصل والمواقع المتخصصة لتتعلم مهارات جديدة فلم تعد تمارس حياكة الصوف كهواية وإنما هي تعد ملابس الشتاء لطفلتها.

ارتفاع أسعار الثياب لم يمكن السيدة من شراء كل ما يلزم لطفلتها فقررت حياكتها يدوياً "قد تكلفني بعض القطع كالفستان مثلاً عدة كرات من الصوف والتي يقارب سعرها الفستان الجديد الجاهز"، تقول "هبة".

وأردفت: "لكن الشغل اليدوي يمكنه الصمود طويلاً ربما لسنوات ويمكنني أن أعيد حياكته بما يناسب المقاس الجديد أو تحويله لقطعة مختلفة كالشال مثلاً".

تتراوح أسعار ملابس الشتاء (كنزات الصوف) في محافظة إدلب حيث تقيم محدثتنا بين ٢٨٠٠ إلى ٧٠٠٠ ليرة، وأغلبها مصنعة من الصوف الصناعي الخفيف ومصدرها تركيا.

وتختلف أسعار كرات الصوف بحسب نوعيتها فالخيط العادي لون موحد وهو سميك بـ ٥٠٠ ليرة، والكرة التي تحمل أكثر من لون بـ ٧٠٠ ليرة وكما يوجد كرات مزركشة وناعمة ومزينة بالورد لا يتجاوز سعرها ١٠٠٠ ليرة.


مشغل صوف

وأنشأت عدة سيدات يعملن بالصوف مشغلاً صغيراً يحمل اسم "عفة ني"، يحتوي على عدة مكينات لحياكة الصوف يستقطب النساء الراغبات بالتعلم أو بشراء قطع مُحاكة من الصوف.

ويوضح "عبد المهيمن" مسؤول المشغل لـ "اقتصاد" أن آلية العمل تتلخص بدورات لتعليم الحياكة وتستمر لمدة شهر تقريباً بأجر ٧ آلاف على كل متدربة.

ويعمل المشغل على تأمين مكينة للحياكة لكل متدربة بسعر جيد ويتكفل بصيانتها وتأمين الصوف.

"للمتدربة حرية الاختيار في العمل لصالح عائلتها أو التجارة. بينما تصنع القائمات على المشغل قطعاً صوفية ويتم عرضها للبيع"، يقول عبد المهيمن.

لا تفضل الكثير من السيدات بيع أعمالهن الصوفية ويعمدن لشغلها بالسنارات اليدوية دون استخدام المكينة الخاصة لأن أطفالهن سيلبسونها فتكون مصنوعة بيدي الأم المليئة بالحب والحنان.


ترك تعليق

التعليق