تحدّي إيجاد عمل في إدلب يشغل غالبية الشباب فيها


"منذ عام ونصف أبحث عن عمل يسد احتياجات عائلتي ولم أجد عملاً يساعدنا للبقاء على قيد الحياة"، هكذا بدأ "حسان" حديثه مع "اقتصاد" أثناء جولة في مدينة إدلب لتسليط الضوء على وضع الشباب العاطل عن العمل في ظروف معيشية صعبة.

"حسان" مهجر من مدينة حمص من حي الوعر منذ عام ونصف تقريباً. تحدث لـ "اقتصاد" عن الصعوبات اليومية للمعيشة في ظل الجمود الحاصل في مدينة إدلب. يقول "حسان": "منذ بداية التهجير إلى إدلب لم نتوقع عدم وجود عمل، لأننا كنا محاصرين في حي الوعر الحمصي، وعندما أتينا لإدلب بدأت رحلة البحث عن العمل. لكن للأسف تفاجأت بالوضع الموجود في إدلب لأن كثرة العاطلين عن العمل تقدر بـ90% تقريباً، وحتى منشآت صناعية لا يوجد، وإن وُجدت تكون قليلة جداً لا تكفي لتشغيل 2% من سكان ومهجري إدلب. وأنا اليوم إن وجدت عملاً فأجرتي لا تتجاوز الـ 1000 ليرة سورية يومياً يعني 30 ألف ليرة سورية بالشهر، وأجرة منزلي 20 ألف ليرة سورية وثمن كهرباء 5 آلاف ليرة سورية شهرياً، وثمن نت شهري 2500 ليرة سورية أي أن الذي يبقى لي في نهاية الشهر 2500 ليرة شهرياً. فأنا عملياً لا أعمل ولا حتى بثمن طعامي".

وفي سياق متصل أجرينا لقاء مع شاب يدعى "خالد" من مدينة إدلب وهو عاطل عن العمل منذ عام تقريباً، وسألناه عن السبب ليجيب: "إدلب مدينة منسية من زمان حافظ الأسد وعائلته المجرمة، ونحن اليوم كسكان إدلب ليس لنا دخل سوى الزيتون وأغلب الناس ليس لديها أراضي زيتون وموسم تعيش منه. فرصة العمل أصبحت حلم لكل شاب موجود في مدينة إدلب إن كان في منظمة أو محل أو أي شيء يقتات منه في هذه الأيام الصعبة، مع العلم أن بيتي ملك والملك لله عزوجل، ورغم ذلك لا أستطيع تحمل عبء الحياة، فكيف لمهجّر فقدَ كل شيء وأتى إلى هنا مرغماً ولا يملك شيئاً".

ويعتقد مراقبون أن إدلب قد تكون أكبر تجمع سكاني يعاني من البطالة في العالم. لكن لا أرقام توثّق ذلك.

التقينا شاباً يدعى "محمد" من حلب متزوج ولديه ثلاثة أطفال يعاني من نفس المشكلة، وأكد لـ "اقتصاد" أنه وصل لمرحلة يبحث فيها عن عمل في مجال تنظيف الشوارع. ولم يجد.

ويقول نشطاء إن من بين كل 15 شاباً في إدلب، يوجد شخص واحد يعمل فقط. لكن لم يستطع "اقتصاد" الحصول على أرقام من جهات متخصصة ترصد نسب البطالة في المناطق المحررة، وتحديداً، في محافظة إدلب والأرياف المتاخمة لها.

وتعرضت محافظة إدلب للإهمال الاقتصادي في عهد حكم آل الأسد، ومع سيطرة فصائل المعارضة عليها، تحولت تدريجياً إلى مأوى لمئات آلاف المُهجّرين من مناطق سورية مختلفة، مع قطاعات اقتصادية ضعيفة، وفرص تنموية ضئيلة.

ترك تعليق

التعليق