اقتصاديات.. لا تصدقوا هذا الرجل!


كلام وزير مالية النظام، مأمون حمدان، في مؤتمر المال والمصارف والتأمين، عن امتلاء المصارف بالأموال الجاهزة للاقراض، وانخفاض الديون الخارجية على سوريا، وازدياد الاحتياطي النقدي الأجنبي، وانتعاش الاقتصاد المحلي، هو كلام موجه لرجال الأعمال والمستثمرين فقط.. أما عندما يوجه كلامه للسوريين العاديين، فإنه تصبح البنوك خالية من الأموال، والنظام يدفع مئات مليارات الليرات لدعم المحروقات والخبز والكهرباء، والدولار لم يرتفع في السوق السوداء، ولا يوجد فقر في سوريا، ولا يوجد إمكانية كذلك لرفع رواتب الموظفين والعاملين في الدولة.

باختصار، يسعى النظام لإعادة رجال الأعمال والمستثمرين إلى سوريا بكل الطرق، ويحاول أن يوصل للسوريين فكرة بأن ذلك من أهم عوامل إعادة الانتعاش للاقتصاد السوري، لكن في الواقع فإن آخر ما يفكر به النظام هو الشعب. وكل مساعيه تنصب، في أن هؤلاء المستثمرين كانوا قبل العام 2011، مصدر رزق كبير لرجالاته، الذين تحالفوا معهم في نهب طاقات وثروات الشعب السوري، ثم بعد قيام الثورة السورية، وهروب النخبة الاقتصادية إلى خارج البلد، انقطع مصدر رزقهم، وباتوا يعيشون على القتل والقتال فقط..

من هنا، يخشى النظام وبعد أن تنتهي معركته مع الشعب السوري، أن يحتدم القتال داخله على الحصص والغنائم، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج مدمرة إذا لم يجد سبيلاً آخر يروي به نهم هؤلاء المجرمين.
 
أما بالنسبة لمأمون حمدان، الذي نجا من التعديل الحكومي الأخير، فإننا نرى، ومن موقع المراقبين للمشهد الاقتصادي في سوريا، أن استعانة النظام به، لكي يكون عامل الدعاية له والمستقطب لعودة المستثمرين إلى سوريا، هو خيار سيء، وقد يؤدي إلى نتائج عكسية، نظراً لأن الرجل متورط بعدد كبير من التصريحات التي تؤكد بالفعل أن الوضع الاقتصادي للنظام في حالة يرثى لها.
 
فهو في ذات المؤتمر، أي مؤتمر المال والمصارف والتأمين، تحدث عن مشاكل كل قطاع على حدا، كالصناعة والزراعة والسياحة ومشاريع الإعمار..إلخ، وأوحى بأن إعادة النشاط إليها، يحتاج إلى ما يعادل المخزون النقدي من العملات الصعبة في الصين، ومع ذلك تحدث في الجزئية الثانية من كلمته، وفي معرض رده على ما يسميه بالحرب الاقتصادية التي تواجهها سوريا حالياً، بأن سببها يعود إلى أن النظام استطاع أن ينهض من تحت الرماد، وها هي مصارفه تملك المال لإقراض من يريد من المستثمرين، ومخزونه من العملات الصعبة في ارتفاع، فضلاً عن أنه لا ديون خارجية عليه..
 
هذا الكلام، قاله الوزير وهو يعلم أن أقرب المقربين إليه لن يصدقوه، وبالذات وسائل إعلام نظامه، التي استهجنت، من أين يأتي حمدان بهذه الأوزان..؟!

ثم كتب أحدهم مخاطباً إياه: يا سيادة الوزير.. لقد أصبحنا محللين لأننا نسمع ونرى أناس لا يمتون للاقتصاد بصلة..

ترك تعليق

التعليق