الموبيليا.. فروق كبيرة في الأسعار بين دمشق وإدلب


"لا يمكن عقد القران دون غرفة نوم جديدة".. تصيح "أم أيمن" في وجه ولدها العريس المقبل على الزواج وهما يتجولان بين محلات ومعارض الموبيليا والمفروشات في دمشق. الأسعار غير المشجعة للمفروشات جعلت أيمن يمتنع عن الشراء. "سأدبر نفسي بغرفة مستعملة رخيصة" يقول أيمن لوالدته التي لم تعجبها هذه الفكرة فقد زوجت أخاه الأصغر الذي يعيش في مناطق تحت سيطرة المعارضة بمحافظة إدلب وعملت له "عرساً مطنطناً"، كما تقول، مع غرفة نوم جديدة وتجهيزات كاملة.

هذا المشهد يعكس التفاوت الكبير بين أسواق الموبيليا في دمشق ونظيرتها في إدلب وهي المحافظة الوحيدة التي تقع تحت سيطرة المعارضة. ففي عاصمة النظام يتعدى سعر غرفة النوم الجيدة نصف مليون ليرة في حين تتوفر بضاعة من نفس النوع في معارض إدلب بمبلغ لا يتجاوز الـ 200 ألف ليرة.

يبرر البعض بأن التكلفة العالية لمواد ولوازم مهنة النجارة في دمشق تسببت برفع أسعار الموبيليا. يقول "أحمد" وهو نجار موبيليا يعمل في منطقة قريبة من دمشق لـ "اقتصاد": "سعر الغرفة الكاملة المؤلفة من سرير وخزانة كبيرة وبيرو إضافة لقطعتين من الكومودينا يبدأ من نصف مليون ليرة إلى أن يتجاوز المليون وزيادة". يرجع التفاوت في الأسعار وفقاً لـ أـحمد إلى نوعية البضاعة والخشب المستعمل، "الخزانة المصنوعة من خشب الزان يكون سعرها مرتفعاً بعكس تلك المصنعة من خشب الحور"، كما أن "غرف الفورميكا تباع بسعر أعلى من الغرف المبخوخة بالبويا".

تجول "أبو سعيد" الذي يقيم في دمشق في عدد كبير من معارض الموبيليا ليقع اختياره على غرفة نوم (بخ بويا) بمبلغ 550 ألف ليرة. يقول لـ "اقتصاد": "اطلعت على الأسعار في عدة معارض.. الغرفة المصنعة من الـ (إم دي إف) يتراوح سعرها بين 140 و 250 ألف ليرة أما الغرف الخشبية فمنها ما يباع بـ 500 ألف ليرة حتى 770 ألف ليرة. فاوضت حول سعر غرفة مغطاة بالفورميكا بهذا المبلغ الأخير".


تتصف الغرف المصنعة من الخشب -لاسيما خشب الزان- والمغطاة بالفورميكا بجودتها العالية، في حين تعتبر الغرف المصنعة من الـ(إم دي إف) -وهو عبارة عن ألواح مضغوطة- من أردأ الأنواع.

على العكس من دمشق تعتبر الموبيليا من المهن غير الرائجة في إدلب ومع ذلك تتراوح الأسعار بين 150 ألف وحتى 350 ألف ليرة وفقا ًلنوعية البضاعة والخشب والطلاء أيضاً. يقول "أبو حسن" وهو تاجر موبيليا في مدينة إدلب لـ "اقتصاد": "لا تشتهر إدلب بمهنة النجارة فقد كانت تعتمد على الغرف الجاهزة المصنوعة في ريف دمشق كما أن معبر باب الهوى نشط تجارياً بين المنطقة وتركيا وقد تدفقت المفروشات والغرف التركية بأسعار منافسة لتعرض في معارض إدلب".


صعوبة استيراد الخشب من مناطق النظام والإتاوات الباهظة التي يتقاضاها الأخير لقاء ترفيق البضائع جعل مهنة النجارة غير مؤهلة لمنافسة البضائع الجاهزة التي تأتي عبر تركيا وهذا أدى لاقتصار عمل النجارين على إصلاح الغرف القديمة وتجهيز طلبيات صغيرة مثل الأبواب والخزائن الصغيرة والمكاتب وغيرها.

بعد انتهاء جولتهما في أسواق دمشق تتمكن "أم أيمن" من إقناع العريس الجديد بشراء غرفة جديدة. يدفع "أيمن" (الرعبون) لتاجر الموبيليا ويتفقان على طريقة التوصيل على أن يتم دفع مبلغ نصف مليون و 40 ألف ليرة في شقة "أيمن" بعد تركيب البضاعة.

ترك تعليق

التعليق