مشاكل وهموم طلاب البكالوريا بمحافظة إدلب


"وين موقف أو عند مين عم اتابع"، هذا السؤال بات مصطلحاً رائجاً بين طلاب الشهادة الثانوية "بكلوريا" في محافظة إدلب، يقصد به الاستفسار عن اسم المعهد أو الأستاذ الذي يتلقى طالب البكلوريا دروساً عنده، لمتابعة منهاجه الدراسي.

في الآونة الأخيرة بعد تحرير المحافظة تراجعت وتيرة التعليم نتيجة عدم الاستقرار، حيث تعاني المدارس من نقص بالكوادر التعليمية وشح بالدعم.

"حمزة" طالب ثالث ثانوي بسرمين لم يحضر بالمدرسة سوى أسبوعين، استطاع تسجيل اسم له يمكّنه من التقديم على البطاقة الامتحانية والحصول على الكتب المجانية.

قال لـ "اقتصاد" إن المدرسة تفتقر للمعلمين وغالباً ما كان يحضر حصة أو حصتين، كما أنه لم يتواجد بالصف أكثر من ٧ طلاب.

ويوضح "حمزة" أن منهاج البكلوريا ضخم وفيه صعوبة وجلسات المدرسة غير المنتظمة لن تمكنه من النجاح فلجأ لمعهد تعليمي ودورات مكثفة لكي يحصّل المنهاج قبل نهاية العام الدراسي.

يقتصر وجود المعاهد في أغلب الأحيان على المدن الكبيرة كـ إدلب والمعرة وغيرها، وتختلف أجورها بحسب عدد ساعات الحصص ويبدأ السعر من 15 ألف ليرة سورية للمادة الواحدة وترتفع ما بين ٢٠ و٣٠ ألف ليرة بالنسبة للمواد العلمية.

يُعتبر السعر المحدد لدورة كاملة تستوفي كامل الكتاب تستمر بين ٤ لـ ٦ أشهر ويمكن دفع الأقساط على عدة مراحل بعد الدفعة الأولى التي تتراوح بين ٣٠٠٠ إلى ٥٠٠٠ ليرة، وذلك بحسب المعهد.

"التعليم بالمدارس تطوعي أو شبه تطوعي"، يقول مدرس العربية "علي عليان" من بنش، ويتابع "يجد الأستاذ نفسه مضطراً لتدريس دروس خصوصية لتحصيل الدخل المادي".

موضحاً بأن طلاب البكلوريا يشتكون من ضيق الوقت بالحصة وعدم انتظام الدوام المهدد بالتوقف لسبب أمني أو ربما قصف؛ والدرس الخصوصي يكون بوقت مريح للمعلم والطالب ليكون أكثر استيعاباً.

يقول محدثنا إن القسط الذي يتقاضاه رمزي حيث تبلغ تكلفة الدورة كاملة ٢٠ ألف ليرة وتستمر قرابة ٩ أشهر ويمكن للطلاب دفعها بشكل متقطع.

بينما يعتبر "عمر"، طالب بكلوريا، أن تكلفة الدورات باتت مرهقة، كذلك دوام المعاهد المتبدل بحسب وقت فراغ الأستاذ.

متابعاً بالقول: "كلفة التسجيل لمتابعة كافة المواد تقارب ١٠٠ ألف ليرة وهو مبلغ كبير بالنسبة لطالب لا يمكنه العمل، والحل في هذا الأمر الاستغناء عن التسجيل بالنسبة للمواد الحفظية وعندئذ سنحتاج لشراء الملخصات لسهولة الفهم والحفظ".

"أعتقد أن الدوام ضمن المدرسة بشرط انتظام الدروس مع وجود أساتذة لكل المواد كان سيسهل عملية الدراسة"، قال "عمر" متأسفاً.

وتحدث "اقتصاد" لإداري بدائرة الثانوي التابعة للتربية الحرة، فضل عدم ذكر اسمه، حيث أوضح بالقول إن نسبة الدوام لطلاب البكلوريا تراجعت بشكل كبير لعدة أسباب منها النزوح وعدم الاستقرار وانشغال الشباب بالعمل أو البنات بأسرهن حيث زادت نسبة الزواج المبكر الأمر الذي قلل نسبة اهتمام المديرية بتنظيم ومتابعة طلاب الشهادة الثانوية.

"لكن المديرية تعمل على تأمين الكتب للطلاب وتوزيعها مجاناً وتنظم العملية الامتحانية وفق معايير عالمية"، يقول محدثنا.

وتقدم العام الماضي لامتحان البكلوريا عن طريق المديرية الحرة 5000 طالب نظامي و 2700 طالب حر وسيبدأ التسجيل لهذا العام خلال فترة قريبة.

يذكر أن هناك نسبة أخرى من الطلاب، تتقدم لامتحان الشهادة الثانوية عن طريق مديرية التربية التابعة للنظام، بمدينة حماة.

ترك تعليق

التعليق