السرّ في إيرانيي الست زينب.. "السوزوكي" ترقيع لأزمة مواصلات جنوب دمشق


يشتكي أهالي مخيمي "السبينة" و"الحسينية" وبلدة "الذيابية" جنوب العاصمة دمشق من قلة المواصلات في مناطقهم, في ظاهرة أثارت غضب الأهالي في هذه المناطق, رغم أنها خضعت لتسويةٍ مع نظام الأسد عام 2013 إلا أنه لم يُخدّمها وأهملها، ولعل ذلك لأسباب أهمها مُشاركتها بالثورةِ والانتفاضة ضدَّ حكمهِ.
 
 في صباح كل يوم يتجمهرُ العشراتُ من الطلاب والموظفين والعمال على الطريقِ العام في مخيم سبينة للاجئينَ الفلسطينيين، ولساعاتٍ، ينتظرونَ "سرفيس" لنقلهم إلى العاصمةِ دمشق في منظر مؤلم بحسبِ مصادر محلية لـ "اقتصاد".

"اقتصاد" تحدث مع أحد الأهالي في مخيم "سبينة"، يتحفظ على ذكر اسمهِ لدواعٍ أمنية، ويقول: "عند صباح كل يوم يبدأُ العراكُ بينَ الأهالي في منافسة للصعود إلى السرفيس، فلربما لا يتوفر سرفيس آخر. إنها مأساة بكل ما تحمله  الكملةُ من معنى, أنا كل يوم أتأخر على جامعتي وتفوتني محاضرات وغيري مَن يتأخر على عملِهِ و وظيفتهِ. إلى متى هذهِ الحال؟".
 
وأضاف المصدر: "لو باستطاعتنا استئجار سيارة تكسي كل يوم لما وقفنا على الطرقات في هذا البرد القارس ننتظر السرفيس ليقلنا إلى العاصمة. نحن لا نستطيع تأمين مصاريف العيش كيف لنا أنّ نتنقلَ بمواصلاتٍ خاصةٍ ونتحمل كلفتها المرتفعة. وكما تعلمون فإن فرصَ العمل قليلة جداً".

وأشار المصدر إلى أن تجمع الناس لا يقتصر على "مخيم سبينة" فحسب، بل هو ذاته في كراجات "الست" أثناءَ عودة الموظفين والطلاب إلى المخيم. قال المصدر: "منذ عدة أيام قدمنا شكوى جماعية للبلديةِ في المنطقةِ لحل هذهِ المشكلة وزيادة عدد السرافيس المفروزة للمنطقة. لكن دون جدوى. لم يتم الاستجابة لنا. أود التذكير هنا أن هذه الأزمة مستمرة منذ عدة سنوات لكن آثارها على الأهالي تتضاعف في فصل الشتاء نتيجة الاضطرار للوقوف لساعات طويلة في البرد بانتظار وسيلة نقل".
 
ليس ببعيدٍ عن "السبينة"، في مخيم "الحسينية" وبلدة "الذيابية" التي تبعدُ 6 كيلو متر عنها، المشكلة ذاتها وقلةُ السرفيس أجبرت الأهالي على ركوبِ السوزوكي (الهونديات) للتنقل إلى العاصمة دمشق وخربة الورد وبالعكس، وبأسعار تصل إلى 200 ليرة على الراكب الواحد.
 
وتحدث (م ، غ) من بلدة "الذيابية" لـ "اقتصاد" بأنَّ المواصلات قليلة جداً في هاتين المنطقتين وأصبح الموظف والطالب والعامل وحتى النسوة يستقلون الهونديات المكشوفة للذهاب إلى العاصمة دمشق والمناطق الأخرى لقضاء أعمالهم, مشيراً إلى أن أحد الأسباب لقلة المواصلات أنه لا يوجد "سرافيس" تغطي كامل المنطقتين والسبب الآخر بأنَّ الطريقَ الذي يصل تلك المناطق بالعاصمة دمشق عن طريقِ منطقة السيدة زينب وبلدة ببيّلا وسيدي مقداد مازال مغلقاً, بذلك فإن التنقل إلى العاصمةِ يكونُ عبرَ طريق مطار دمشق الدولي, ولا يوجد أي إجراء من البلديتين لحل هذهِ المشكلة رغمَ مُناشدات الأهالي المتكررةُ لهم واكتفائهم بالقولِ "قريباً سيتمُ فتح طريق السيدة زينب".

ورغم سيطرة قوات الأسد على بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، ضمن اتفاق جرى في شهر أيار/ مايو الفائت مع فصائل المقاومة السورية وخروج من لا يرغب بالتسويةِ، إلا أن النظام لم يسمح بفتح الطريق العام الذي يصل بلدة الذيابية ومخيم الحسينية والسيدة زينب بالعاصمة دمشق، ويعتقد أحد مصادرنا في بلدة الذيابية أن السبب في عدم فتح طريق السيدة زينب هو رفض الميليشيات الإيرانية لذلك، حيث تتخذ تلك الميليشيات من منطقة السيدة زينب، معقلاً رئيسياً لها في سوريا.

ترك تعليق

التعليق