معاملته اللبقة أغرت الضحايا.. تفاصيل عن "نصّاب" رأس العين


قالت مصادر داخل "محكمة الشعب" التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، إن معظم صرافي "رأس العين" تقدموا بشكوى ضد مدرس نازح عن حمص إلى المدينة  يدعى "عماد الحموي" (40 عاماً) واتهموه بالمسؤولية عن عملية احتيال خسروا خلالها أكثر من مليون دولار أمريكي.

وتناقلت مصادر إعلامية عديدة أنباءً عن اتهام أصحاب محلات الصرافة ومكاتب الحوالات في مدينة رأس العين بشمال الحسكة، شخصاً يعمل كمدرس، بسرقة مليون دولار أمريكي منهم، عبر عملية "نصب واحتيال" خطط لها منذ أشهر.

وقالت مصادر مطلعة لـ "اقتصاد"، إن المحكمة الكردية سجلت الشكوى في الساعة الثانية ظهر الخميس إثر وصول "الصرافين" باستثناء اثنين منهم لم يتعاملوا مع هذا الرجل، وذلك بعد تأخره عن مواعيد تسليم أموالهم واختفاءه، فعُمم اسمه على الحواجز الأمنية بمناطق سيطرة حزب "الاتحاد الديمقراطي" في محاولة لمنع خروجه من المنطقة باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام وخاصة عبر مطار القامشلي الدولي.
 
وأكدت المصادر إشراف قاضية النيابة العامة برأس العين على متابعة الموضوع بشكل شخصي رغم انتهاء الدوام الرسمي ليوم الخميس، لكن ذلك اليوم انقضى ولم يعثر له على أثر.

في الأثناء، بدأت ميليشيا "آساييش" الذراع الأمنية لحزب "الاتحاد الديمقراطي" تحقيقات لمحاولة معرفة تفاصيل عملية الاحتيال في محاولة للعثور على "المحتال" الهارب.

عمل "الحموي" من 6 أشهر في الصرافة، وكان قد وصل إلى مدينة رأس العين كنازح قبل 5 سنوات قادماً من مسقط رأسه في حي "باب الدريب" الحمصي، وفق ما تقول بطاقته الشخصية.


وقال محام في "محكمة الشعب" الكردية طلب عدم نشر اسمه، "جميعنا مستغربون كيف استطاع هذا الرجل خداع (أبناء المصلحة) وهم أكثر من 11 صرافاً وتاجراً وصائغ ذهب في رأس العين وبلدة تل حلف قربها، وبمبالغ أصغرها 20 ألف دولار وأكبرها 180 ألف دولار، ومن المفترض أنهم أكثر الناس حذراً من عمليات النصب والاحتيال؟".

وأضاف المحامي قائلاً إن زملاءه (الضحايا) يتحدثون عن معاملته الجيدة وغير المثيرة لأي شبهة باستثناء أنه كان يمنحهم هامش ربح أكبر  في مسألة بيع وشراء الدولار، إلى جانب الربح الوفير للراغبين في استثمار أموالهم في هذا المجال (الصرافة).

وحسب المحامي فإن المعاملة الجيدة واللبقة من هذا الرجل مع تحمله الخسائر نتيجة شراء الدولار بأسعار أعلى، تؤكد أنه كان يخطط للعملية منذ أشهر طويلة.

"قصة الاحتيال" هذه، وهي الأكبر من نوعها في المنطقة، تحولت إلى "حديث الشارع" بين أهالي المحافظة، الذين يتساءلون كيف يترك هؤلاء هكذا مبالغ كبيرة مع شخص غريب عن المنطقة ولا يعرفونه جيداً، خاصة مع عدم إمكانية الوصول إليه في حال الهروب بسبب الوضع الأمني والتجزئة الفعلية للبلاد مع اختلاف جهات السيطرة.

ترك تعليق

التعليق