هل ستوافق أمريكا على العرض الروسي بشأن قاعدة "التنف"؟


كشفت وكالات روسية عن عرض روسي لجعل قاعدة "التنف" (المنطقة 55) التي يسيطر عليها التحالف الدولي في المثلث الحدودي السوري- الأردني- العراقي، تحت سيطرة مشتركة روسية- أمريكية.

ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، قبل يومين، عن رئيس هيئة الأركان الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، قوله إن "روسيا عرضت على الولايات المتحدة إزالة القاعدة الأمريكية في التنف، وفرض سيطرة روسية أمريكية مشتركة على المعبر الحدودي"، مضيفاً "لكن الشركاء الأمريكيين تركوا مقترحاتنا دون إجابة".

ويثير ما سبق، تساؤلات حول مستقبل القاعدة التي تنتشر قربها فصائل عدة من المعارضة، وحول طبيعة الرد الأمريكي، وما إن كانت المنطقة ستشهد بداية للتنسيق العسكري الفعلي المشترك بين الروس والأمريكيين في سوريا؟

وفي هذا الجانب، اعتبر الخبير العسكري، اللواء المتقاعد فايز الدويري، أن العرض الروسي لا يأتي في سياق التطلع الأمريكي الجديد، موضحاً أن واشنطن بدأت ترسخ وجودها في سوريا، وهي ترسل إشارات تهدف إلى تحجيم الدور الروسي.

في الوقت غير المناسب

ومن أهم هذه الإشارات، بحسب إفادة الدويري لـ"اقتصاد"، وصف واشنطن لمساري سوتشي وأستانا بالمسارات المغلقة، وحديثها عن ضرورة العودة إلى مسار جنيف، وإلى جانب ذلك، إمهال واشنطن النظام السوري مهلة 60 يوماً للموافقة على تشكيل الثلث الثالث من "اللجنة الدستورية" المتعلق بحصة "المجتمع المدني".

وبالبناء على ذلك، رأى الدويري أن العرض الروسي جاء في الوقت غير المناسب، مضيفاً "هناك عودة من جانب الولايات المتحدة للملف السوري".

تحصيل مكتسبات

واستدرك بالقول "غير أن الولايات المتحدة قد تقبل بالعرض الروسي، لكن بحالة واحدة، وهي تحصيل مكتسبات أهم من قاعدة التنف".

أما عن آخر ما تم التوصل إليه من محادثات بشأن مستقبل مخيم الركبان، أكد الدويري أن "لا معلومات جديدة حول مخيم الركبان"، مبيناً أن الحكومة الأردنية تنظر إلى مشكلة المخيم من منظور إنساني.

ومثل الدويري، لم يستبعد الباحث في السياسات الدولية هشام منوّر، أن توافق الولايات المتحدة على العرض الروسي، مشيراً إلى وجود عدد من الملفات المشتركة بين موسكو وواشنطن، التي قد تدفع بالأخيرة للقبول بالعرض الروسي, لا سيما أن الولايات المتحدة بصدد تخفيض أعداد قواتها في سوريا.

زيادة إنتاج النفط

وأضاف، أن واشنطن تريد استرضاء موسكو لإقناعها بالالتزام بسياسة زيادة إنتاج النفط عالمياً وتعويض الإنتاج الإيراني من السوق، وهناك العديد من المصالح المشتركة بين البلدين، وهو اقتراح قد يرى طريقه إلى القبول من قبل الولايات المتحدة.

وتابع منوّر في حديثه لـ"اقتصاد"، "أما بالنسبة لروسيا, فلديها مصلحة واضحة بتحصين حصتها من الكعكة السورية، وإبعاد القوات الأمريكية عن الحدود مع العراق, وضمان تأمين تدفق النفط السوري من محافظة دير الزور ودعم عملية إعادة تأهيل النظام".

المقترح مرفوض

أما قائد جيش "مغاوير الثورة"، المقدم مهند طلاع، فعلق بالقول إن "روسيا اقترحت ذلك، وهذا شائع في السياسات الدولية، غير أن الأهم هو الرد على المقترح، والولايات المتحدة لم ولن توافق على هذا العرض".

وفي حديثه لـ"اقتصاد" تساءل طلاع، عن الهدف من سيطرة روسيا على التنف، مشدداً على أن المنطقة لن يدخلها جندي روسي واحد، منهياً بالتشديد على القول "لن نقبل نحن والتحالف بهذا المقترح، وقواتنا كافية لحماية التنف والأهالي بداخلها".

ترك تعليق

التعليق