مبادرة لنقل سمك السلمون من تركيا إلى نهر الفرات بسوريا


أطلق عدد من المتطوعين السوريين في تركيا مبادرة للحفاظ على الثروة السمكية التي شهدت تراجعاً كبيراً في السنوات السبع الأخيرة جراء الحرب وبخاصة في المناطق المحررة.

 وتقوم فكرة المبادرة على نقل أفراخ من سمك السلمون الذي يتكون من 5 أنواع تُسمى آلابالخ –أي سمك السلمون- من مدينة الأزغ التركية إلى سوريا.

 ويتعايش هذا النوع من الأسماك مع البيئة السورية وبالذات مياه نهر الفرات كما يتعايش في تركيا، ولكن ما يمنع وصول هذا النوع لسوريا هو السدود القائمة على نهر الفرات.

وأشار المتطوع "داوود سليمان البرغش" لـ"اقتصاد" إلى أن فريق المبادرة تطوع للقيام بنقل هذا النوع من الأسماك إلى سوريا عن طريق سيارات نقل خاصة ونثر قسم منها في نهر الفرات وقسم في مسامك خاصة لتربية الأسماك لتفريخها ومن ثم تركها في نهر الفرات بعدة مناطق للتكاثر والاستفادة منها بإشراف أخصائيين ومهندسين وخبراء بتربية الأسماك يقدمون لها الرعاية المطلوبة.


وروى محدثنا أن فكرة المبادرة واتته مع عدد من رفاقه المتطوعين عندما كانوا في رحلة صيد إلى منطقة كابان بمدينة الأزغ التركية وشاهدوا مناطق تربية السلمون والإهتمام به، وهناك لاحظوا-كما يقول-أن الأسماك توضع في مزارع وأحواض صغيرة كل حوض بطول 5 أمتار وعرض 3 أمتار ويتم وضع الأسماك الكبيرة في أقسامها المخصصة والصغار الجدد كلاً حسب عمره للتفقيس والتكاثر، وبعد التكاثر يتم عزل الصغار كي لا تأكلها الأسماك الكبيرة وإعطائها الأعلاف وبعد 6 أشهر تكون هذه الأسماك قد بلغت وأصبحت جاهزة للتفريخ والبيع ويقوم المسئولون عن هذه الأسماك بعزل قسم جديد للتفريخ والقسم الآخر يتم عرضه وبيعه في الأسواق. ومن هنا خطرت ببالهم فكرة نقل هذه الأسماك للمناطق الحرة في سوريا وبخاصة منطقة الفرات كونها تفتقر لهذا النوع من الأسماك.


 وتابع البرغش أنه تم تشكيل لجنة من "الأصدقاء والأخوة الصيادين" والخبراء بهذه الأمور، مثل صيد وتربية الأسماك وأصحاب المسامك، وكانت النتائج إيجابية جداً-حسب قوله-لافتاً إلى أن فريق المبادرة تلقى وعوداً من المجلس المحلي في مدينة جرابلس السورية بتقديم الدعم للمبادرة من حيث الأعلاف وتأمين المسامك في الداخل السوري.

 وأشار مطلق المبادرة إلى أن الفريق سيعمل على شراء الأسماك ونقلها بعد أخذ موافقات السلطات التركية المختصة بسيارات مجهزة بالأوكسجين ومن ثم وضعها في قسمين: قسم في مسامك خاصة للتفريخ ومن ثم لنهر الفرات وقسم يتم وضعه مباشرة في النهر.


 ولفت محدثنا إلى أن منطقة نهر الفرات تقع الآن وسط عدة صراعات بين النظام والأكراد وغيرهم، وهي منطقة محمية ولا أحد يستطيع النزول للنهر والتصيد بالشكل المطلوب لذلك تم اختيار هذا الوقت لرمي الأسماك كي تتزاوج.

المصدر أبان بأن سمك السلمون لم يكن موجوداً من قبل في الجزء التركي من نهر الفرات ولكن تم استقدامه من نهر بولاية تونجلي التركية وتم وضعه فيه إلى أن نما وتعايش مع البيئة النهرية هناك، كما تم استجلاب سمك الناصري من نهر النيل إلى سوريا في عهد الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر وتركه بنهر الفرات ولذلك سُمي بـ"السمك الناصري" بعد أن كان يُدعى سمك "الكارب".
 

وعبّر البرغش عن أمله بتبني المشروع من قبل جهة داعمة مشيراً إلى أن فريق المشروع سيقوم بتوثيق كل مراحله ونشاطاته من خلال تسجيلات فيديو خاصة لعمليات الشراء والنقل والتوصيل ومن ثم رميها في النهر، وأردف أن نهر الفرات بيئة مناسبة لكل أنواع السمك وليس لسمك السلمون فحسب لوجود العلق والمحار والتراب والحصى والديدان والزل والأشجار والطحالب المائية وبمجرد أن تترك أسماك السلمون في النهر لمدة 6 شهور سوف تبدأ بالتكاثر وبأعداد هائلة جداً فالسمكة الواحدة تبيض أكثر من مليوني بيضة وبهذا تكون قد ملأت النهر وغدت كسائر الأسماك فيه.


ترك تعليق

التعليق