بعد تصريحات تركيا.. مازوت إدلب يلتهب مجدداً


"ما صرلو يومين نازل؟!"، يتعجب بعض سكان محافظة إدلب من الصعود الجديد لمادة المازوت بعد تصريحات الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" حول عملية في شرقي الفرات الذي تسيطر عليه "قوات سورية الديمقراطية". فقد عاد سوق المازوت المكرر في إدلب للالتهاب مجدداً ما تسبب بموجة سخط على مواقع التواصل من قبل السكان الذين اتهموا التجار بـ "الجشع" و"احتكار المازوت"، شريان الحياة في المنطقة.

وبلغت نسبة الارتفاع الحالية قرابة 10 بالمائة.

وقال تجار محروقات إن الأسعار غير مستقرة وتشهد اضطراباً كبيراً، فـ "كل بضعة تجار لديهم بازار مستقل" و"البضاعة التي تباع خارج الأسواق الخاصة بالمازوت تختلف أسعارها عن داخله".

ووسط فوضى الأسعار في سوق معصران، سجل مازوت "رميلان زهرة" سعراً يتراوح بين 48 و50 ألف ليرة للبرميل الواحد (200 ليتر). بينما بيع برميل مازوت "رويس قرحة" بـ 48 ألف إلى 48500 ليرة. كما سجل مازوت رويس زهرة سعراً يتراوح بين 44 و46 ألف ليرة للبرميل الواحد.

ويكثر الطلب -بحسب التجار- على مازوت رميلان الذي بيعت سيارات منه خارج سوق معصران بمبلغ يتجاوز 51 ألف ليرة.

وسجل برميل مازوت "بقايا" 44 ألف ليرة إلى 46 ألف ليرة سورية.

الأسعار مؤهلة للارتفاع خلال الأيام القادمة لاسيما إذا تم البدء بالعملية العسكرية التركية التي تشارك فيها المعارضة للسيطرة على مناطق شرقي الفرات التي تقع حالياً تحت سيطرة القوات الكردية وتعتبر إحدى خطوط نقل الفيول (نفط خام) والمازوت المكرر من منطقة الأكراد وحتى منطقة المعارضة في ريف حلب الشمالي (درع الفرات) ومنها باتجاه محافظة إدلب.

وقبل أسابيع شهدت أسواق المازوت ارتفاعاً مماثلاً جراء احتكار هذه المادة من قبل من وصفوا بـ "التجار الكبار" بالتزامن مع ازدياد في الطلب مع حلول فصل الشتاء.

ومنذ عدة أيام تراجعت أسعار المازوت لتعود إلى الصعود مجدداً عقب التصريحات التركية.

ووصف مدنيون من إدلب خلال حديثهم لـ "اقتصاد" تجار المازوت بـ "الجشع على حساب معاناة 3 مليون نسمة يعيشون في المحافظة". وقال "محمود" وهو أحد هؤلاء المدنيين "المعارضة التابعة لتركيا فرحت بالمعركة لأنها ستعزز نفوذها لكن من ابتهج أكثر هم تجار المازوت في إدلب".

وقال مدني آخر يعيش في ريف إدلب لـ "اقتصاد": "لا شك أن التجار ينتظرون أرباحاً طائلة في حال استمر صعود المازوت لا قدر الله!!".

وتعتبر مادة المازوت بمثابة عصب الحياة في إدلب التي تقع تحت سيطرة قوات المعارضة. وخلال الشتاء الماضي أدت معركة "غصن الزيتون" التي نفذتها تركيا وقوات المعارضة للسيطرة على عفرين، إلى حدوث تصاعد "فاحش" في أسعار المحروقات حيث تجاوز سعر برميل المازوت في أعلى مستوياته مبلغ 100 ألف ليرة.

ترك تعليق

التعليق