"الأخبار" تنعي فندق "بارون" حلب.. والمشتري المجهول يكشفه صحفي سوري


تحت عنوان ("بارون" حلب: "مئة عام من الفتنة" في عهدة المجهول)، نشرت جريدة الأخبار اللبنانية، المحسوبة على حزب الله، تحقيقاً يتحدث عما آل إليه وضع فندق "بارون" في مدينة حلب بعد أن قرر ورثته بيعه لجهة مجهولة.

ويبدأ صاحب التحقيق بالحديث عن أهمية الفندق المذكور: "يندر أن تجد زائراً لحلب لم يسمع بفندق (بارون)، ولا سيّما أن الفندق الشهير أعطى اسمه لشارع حيوي في قلب المدينة. ومنذ إنشائه، كان الفندق شاهداً على معظم الأحداث والتغيّرات التي عرفتها البلاد. اليوم، يستعدّ الفندق لتوديع قرن كامل من تاريخه وتاريخ المدينة المحفور في ردهاته، بعدما قرّر أصحابه بيعه".

روبينا تاشجيان، أرملة المالك الأخير، تروي لـ "الأخبار" الفصل الأخير من ملكية العائلة للفندق الشهير، وأما الانطباعات فيرويها الكاتب: "عبثاً تحاول روبينا تاشجيان إخفاء رجفة قلبها وراء نبرة صوت واثقة، فيما تتحدّث عن فندق (بارون) الذي يستعدّ لطيّ صفحةٍ استثنائيّة من السجلات العريقة لمدينة حلب، وبات في حكم المؤكّد أنّ أصحاب الفندق اتّخذوا قرارهم ببيعه، ليتحوّل قرنٌ من التاريخ الحلبي إلى (أمانة) في عهدة المجهول".
 
دور روبينا حسب التحقيق هو تولي المرحلة الانتقالية للفندق، بأن تواصل الاهتمام بشؤونه بعد أن توفي، أرمين مظلوميان، مالك الفندق (وحامل اسم جدّه مؤسس بارون مع شقيقه أونيك)، والذي توفي عام 2016.

كاتب التحقيق يغوص مع روبينا في تفاصيل المكان وعلاقتها بزوجها المالك، وتاريخ الفندق الذي مر عليه رموز عالمية ومحلية فنية وسياسية وملوك، وكراهيتها لغرفة كمال أتاتورك في إيماءة سياسية يبدو أنها أطربت الجريدة والكاتب: "تنام تاشجيان حاليّاً في (الجناح الرئاسي/ رقم 213)، الذي استقبل كثيراً من الزعماء والمشاهير، من العرب: جمال عبد الناصر الذي ألقى كلمة من شرفته عام 1958، وحافظ الأسد حين كان وزير دفاع، والحبيب بورقيبة، وزايد آل نهيان، وإبراهيم هنانو، وفارس الخوري، وغيرهم الكثير. أقامت هنا أيضاً العائلة الملكية السويدية عام 1936 في طريقها نحو الهند، وشارل ديغول، وتيودور روزفلت، ورائد الفضاء الروسي يوري غاغارين، ورائدة الفضاء الروسية فالنتينا تيرشكوفا، والملياردير الأميركي ديفيد روكفلر، إلخ، إضافة إلى عدد كبير من الكتّاب العالميين، منهم الإنكليزية أغاثا كريستي، الأميركي الأرمني وليام سارويان، الإنكليزية فريا ستارك. كذلك استضاف الفندق العالم الإيطالي باولو ماتييه، والعالم البريطاني جورج سميث (مكتشف اللوح السابع من ملحمة جلجامش). ومات سميث في الفندق، ودفن في (مقابر اللاتين) في حي الشيخ مقصود".

بعيداً عن كل ذلك لا يشير التحقيق إلى من سيشتري الفندق أو من هو الشخص الذي عمل لسنوات على إخضاع المالك واستدعائه بالقوة لإجباره على البيع.

الصحفي جورج كدر، كتب أمس الاثنين، منشوراً يوجه فيه اتهاماً واضحاً لـ رامي مخلوف. وتحدث عن علاقته بالمالك، وكيف تم الضغط عليه من قبل وزير السياحة السابق (سعد الله آغا القلعة) حينها: "هذه الجهة التي تسميها جريدة الأخبار بالمجهولة يقف خلفها (رامي مخلوف) بذاته. وأعتقد أن السيدة روبينا تعرف ذلك تماماً.. وحتى قبيل مغادرتي سوريا كان أرمين يتواصل معي هاتفياً كلما زار دمشق تلبية (لاستدعاء) زلمة رامي مخلوف في وزارة السياحية الوزير (سعد الله آغا القلعة)، وأقول استدعاء لأنه كان بالإكراه ، وكان أرمين يخرج من مقابلة (القلعة) في حالة يرثى لها من كثرة الضغوط التي كان يتعرض لها للتنازل عن حقوقه في الفندق.. ولكن ظل متشبثاً بحقوقه حتى الرمق الأخير رغم كل الضغوط. ولم يتنازل لرامي مخلوف عنه".

وتساءل كدر في نهاية منشوره: "أليس الأجدى أن يتحول هذا الفندق التاريخي إلى متحف؟؟".

ترك تعليق

التعليق