على خلاف ما يبث النظام.. 5 عائلات استقرت في داريا حتى الآن


قالت مصادر أهلية لـ "اقتصاد" إن عدداً من العائلات من نازحي مدينة داريا بريف دمشق بدؤوا بالتوافد إلى المدينة منذ أيام ضمن خطة العودة التي تنتهجها حكومة النظام لإعادة مئات السكان إلى أحد قطاعات المدينة. إعلام النظام تحدث عن دخول بضعة آلاف للاستقرار داخل المدينة لكن مصادر "اقتصاد" أوضحت أن خمس عائلات فقط استقرت في منازلها بعد أن قامت بترحيل الأنقاض وإجراء تجهيزات متواضعة لتهيئة المنازل للسكن.

المكتب التنفيذي لبلدية داريا أعلن قبل أيام في صفحته على "فيسبوك" البدء بعودة عدد محدد من الأهالي، حيث نشر قوائم بأسماء من حصلوا على موافقة أمنية للإقامة في القطاع (أ) ويشمل الجزء الأيمن من دوار داريا الرئيسي وحتى التربة ويضم عدداً من الأحياء منها الشاميات والنكاشات والتربة.

القوائم الحالية تضم 19 ألف شخص سمح لهم بالدخول إلى هذا القطاع وتأتي الموافقة عليها من جهة الأمن الوطني. وقال المكتب التنفيذي "لا علاقة للبلدية بها (القوائم) أبداً فالأسماء نحصل عليها منهم ودورنا فقط (هو) إعلانها".

ومن المفترض بعد دخول السكان إلى هذا القسم أن يسمح لأصحاب المنازل بالاستقرار في القطاع الآخر الواقع على يسار الطريق الرئيسي ويشمل شارع الثورة وحارة الصخرة وحي عجم والبلدية والمجمع وساحة شريدي. ووعدت بلدية داريا أن تبدأ هذه المرحلة بعد شهرين أو ثلاثة من الآن.

وقال سكان لـ "اقتصاد" إن الأهالي يتوافدون يومياً ضمن ترتيب القوائم التي تحدثها البلدية باستمرار. ودخل حتى الآن قرابة 4 آلاف شخص وفق ما صرحت البلدية لوكالة (سانا) التابعة للنظام. ويبدو أن السكان الذين سمح لهم بالدخول اكتفوا بمجرد تفقد منازلهم وربما باشر بعضهم بإجراء عمليات بسيطة لتأهيل بيوتهم مثل ترحيل الأنقاض وإصلاح الأبواب والنوافذ.

وبإمكان أصحاب المنازل في القطاع (أ) الحصول على المياه من الشبكة الرئيسية إضافة للكهرباء التي تم تجهيزها مؤخراً عبر ثلاث محولات تم إدخالها إلى داريا.

وبحسب مصادرنا وما بثه المكتب التنفيذي لبلدية داريا يمكن للسكان إدخال ما يحتاجونه من مواد الترميم إضافة لسائر الاحتياجات اللازمة للسكن من فرش وأدوات منزلية.

ويستطيع كل من حصل على بطاقة الموافقة الدخول والخروج هو وأفراد عائلته مع إمكانية المبيت في منزله.

وتعرضت داريا بين على مدار أربع سنوات لقصف عنيف خلال العملية العسكرية الضخمة التي شنها النظام للسيطرة على أحد أهم مواقع المعارضة التابعة للعاصمة.

ودمرت بيوت طابقية ومنازل أرضية ومحلات دماراً تاماً كما تعرضت معظم الأبنية لتدمير جزئي. وسويت حارات كاملة بالأرض وسط المدينة نتيجة لمئات البراميل المتفجرة التي انهمرت على داريا منذ بداية العام 2014 وحتى توقيع اتفاق إخلاء المدينة نهاية آب 2016.

ويبلغ عدد نازحي داريا المقيمين في العاصمة وريفها ومختلف المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام قرابة 100 ألف نسمة. كما يعيش في إدلب مئات المهجرين الديارنة الذين رفضوا تسوية أوضاعهم خلال اتفاق داريا.

كانت داريا تضم قبل الثورة قرابة 350 ألف نسمة وصمد أقل من 1 بالمائة من السكان والمقاتلين في المدينة منذ تشرين الثاني 2012، تعرض معظمهم للتهجير نحو إدلب بعد انتهاء المعارك.


ترك تعليق

التعليق