دمشق.. العودة إلى الشموع و"الليدات"


باستخدام مدخرة صغيرة و(لدات) موفرة للكهرباء يقضي "أبو عبدو" الجزء الأكبر من ليلته كل يوم مستذكراً الوعود الواثقة لوزير الكهرباء في حكومة النظام "محمد زهير خربوطلي" للمواطنين بشتاء مريح وسط اتخاذ جميع الاستعدادات لهذا الفصل. "من يوم سمعت هذا التصريح أدركت أننا سنتبهدل كما في كل سنة"، يقول أبو عبدو ضارباً كفاً بكف، فالتقنين طال الكهرباء بدمشق منذ الأيام الأولى للشتاء وتحتم على العاصمة أن تغرق في الظلام لساعات كل ليلة.

الانقطاع غير المنتظم في الكهرباء يزعج سكان العاصمة فـ "لا يمكننا معرفة متى سينقطع التيار الكهربائي وهذا ما يشكل مصدر بؤس يومي" تردد "لمياء" التي تعيش في دمشق مشيرة إلى أن الكهرباء تنقطع مرتين كل يوم مرة في النهار وأخرى في الليل لعدة ساعات كل مرة. تعتمد لمياء في إنارة منزلها على ضوء الشموع. "وضعت شمعة في المطبخ وأخرى في غرفة الجلوس وهكذا نمضي ليالينا".

كعادتهم منذ اندلاع الحرب في سوريا وانقطاع التيار الكهربائي يلجأ السكان إلى حلول بديلة تمثلت في المدخرات بأحجامها المختلفة والإنفرترات التي تحول كهرباء البطارية من 12 فولط إلى 220. ويتم استبدال المصابيح الكهربائية بأضواء الليدات الليزرية لتوفير الطاقة. هذه الحلول ليست خاصة بسكان العاصمة أو مناطق النظام بل دخلت جميع بيوت السوريين منذ السنوات الأولى للثورة.

تتفاوت أسعار المدخرات الوطنية في دمشق وفقاً لأحجامها. وتبلغ قيمة بطارية (75 آمبير) 25000 ليرة. و(110 آمبير) بـ 35000 ليرة. و (150 آمبير) بـ 47000 ليرة. و (200 آمبير) بـ 50000 ليرة. و (250 آمبير) بـ 67000 ليرة.

موجة التقنين الراهنة في مناطق النظام شجعت تجار المدخرات ولوازم الطاقة البديلة على إطلاق عروض تجارية حيث تبيع إحدى الشركات انفرتر (ايست) 1600 واط مع شاحن 40 آمبير وبطاريتين (جيل) بـ 230000 ليرة سورية.

وزير الكهرباء صرح في وقت سابق أن الأسباب الحقيقية لزيادة عدد ساعات التقنين ترتبط بإجراء الصيانات والإصلاحات الدورية التي تجريها الوزارة خلال هذه الفترة. وأشار الوزير إلى أن أقصى حد للانتهاء من هذه الإصلاحات سيكون في الخامس من كانون الأول.

ويظهر أن الوزير تراجع عن تصريحاته السابقة إذ برر ما يجري من تقنين بالقول "نحن متفائلون، وأنا وعدت بأن يكون الشتاء مريحاً، وليس إلغاء التقنين بالكامل". بينما يشير سكان لـ "اقتصاد" إلى أن هذا التفاؤل ليس في محله إطلاقاً فانقطاع الكهرباء لا يزال السمة الغالبة على الشتاء الحالي في العاصمة.

ترك تعليق

التعليق