محللو مقاهي الأسد يتحسرون على خسارة الطبقة الوسطى


من قائلٍ بأن الطبقة الوسطى انحسرت في سوريا من 60 بالمئة إلى 14 بالمئة من المجتمع خلال السنوات الثماني الماضية، إلى قائلٍ بأن الانحسار يعود إلى سياسات الحكومة الليبرالية التي بدأت في العام 2005، إلى آخر يرى أنه في سوريا لم يكن هناك طبقة وسطى على الإطلاق.. هكذا يمضي محللو الأسد الاقتصاديون أوقات فراغهم في المقاهي، وهم يتحدثون عما تسببت به الأزمة من كوارث اقتصادية وبشرية على سوريا.

وبحسب موقع "سيرياستيبس" الموالي للنظام، فإن المحلل بسام أبو عبدلله يرى أن "الطبقة الوسطى تآكلت كثيراً من المنظار الاقتصادي خلال 8 سنوات، بعد أن كانت تتوسّع عام 2010. وتعدّ هذه الطبقة هي الحامل الأساسي في المشاريع الكبرى للدول، وحتى في سوريا عبر التاريخ، وبشكل أو بآخر تسبّب الواقع الاقتصادي الحالي وهجرة العقول بانحسار هذه الطبقة، وهي التي تحمل الأهداف الكبرى على صعيد المجتمعات، وانحسارها بالتالي سيؤثر حتماً على الوضع في سوريا على كافة الأصعدة".

غير أن المحلل الاقتصادي شادي أحمد، لا يوافق أبو عبد الله فيما ذهب إليه بحسب الموقع، حيث يرى أن التوقيت الذي بدأ فيه انحسار هذه الطبقة فعلياً، كان سابقاً للأزمة في سوريا، حيث أثّرت السياسات الليبرالية منذ عام 2005 على المستوى الاجتماعي والمعيشي للطبقة الوسطى، والتي بدأت تنحرف عن دورها التاريخي كحامل للنهضة الاقتصادية والاجتماعية، وأصبح اهتمام بعضها تأمين الاحتياجات الأساسية للحياة، واهتمام الجزء الآخر بالتسلّق الطبقي للوصول إلى مستوى طبقة الأثرياء التي استفحلت بمظاهر الثراء، وبالتالي فقدت الطبقة الوسطى دورها الاقتصادي، ولم تستطع أن تحقّق المشاركة السياسية المطلوبة لها.

ويتابع الموقع الذي لا يخبرنا أين جرت هذه المناظرة بين هؤلاء المحللين، لذلك ارتأينا أن نعقدها في المقهى، يتابع أن الدكتورة جورجيت طنوس، وهي أستاذة في علم النفس الاجتماعي، تؤكد أنه لم يعد هناك ما يسمى "طبقة وسطى" اليوم بسبب الحرب، هناك طبقة عليا وطبقة فقيرة وشرخ وهوة كبيرة بينهما، وهذه الهوة ستُملأ بالنهاية بقلة التعليم والفساد والاحتيال والسرقة، وسترجع فئة من الفئات للعمل البدائي والعمل اليدوي، وهو ما سيحطّمهم اجتماعياً ونفسياً.

وترى جورجيت أنه على رغم أن البعض استطاع التأقلم مع الواقع الجديد، إلا أنّ هناك فئات أخرى رفضت هذا الواقع "فقر- بطالة- تهجير- قلة في المداخيل" وحاولت التمرّد عليه، عبر الاحتيال والنصب والفساد، وقلة تربية الأطفال، وترك التعليم، وبالنتيجة ازدياد الجرائم والسرقات والخطف والدعارة.

ترك تعليق

التعليق